إبراهيم داود

تمارين الضغط.. على النظام

الجمعة، 19 مارس 2010 01:55 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سيعود الدكتور محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيس الجمعية المصرية للتغيير إلى مصر السبت المقبل، ليستأنف جهوده المحمودة التى أنعشت بالفعل الحياة السياسية فى المحروسة، ومن المقرر توزيع بيانه الأول «معا سنغير» على المواطنين للموافقة عليه، ويحتوى على المطالب السبعة «المشروعة» اللازمة لتحقيق الضمانات والإجراءات الأساسية لإجراء انتخابات رئاسية حرة، وهى إلغاء حالة الطوارئ، وتمكين القضاء من الرقابة الكاملة على الانتخابات، والسماح لمنظمات المجتمع المحلية والدولية بالإشراف عليها، والعدالة بين المرشحين فى التغطية الإعلامية، وكفالة حق الترشح فى الانتخابات الرئاسية دون قيود، وقصر حق الترشح على فترتين، وتمكين المصريين فى الخارج من التصويت (الذى ينبغى أن يتم بالرقم القومى)، وبالطبع لكى تتحقق هذه المطالب لابد من تعديل المواد 76 و77 و88 من الدستور فى أقرب وقت ممكن.

وشهدت القاهرة والإسكندرية فى الأيام الفائتة حزمة مؤتمرات تدور فى الفلك نفسه، تطمح جميعها إلى الخروج من الحالة الآسنة التى تعيشها البلاد، ففى مكتبة الإسكندرية كان العنوان عريضاً، وربما أعرض مما ينبغى «مؤتمر الإصلاح العربى»، وكان مسرحا لاستعراض البلاغة العربية، وتحدث فيه نخبة من رموز النظام، حسام بدراوى (أحد أعمدة الحزب الوطنى) استدعى نزار قبانى وقال «متى يعلنون وفاة العرب» وصفق له الجمهور (الذى يتمنى ــ من التصفيق ــ وفاة العرب) وأكد بقوة وحماس «على ضرورة أن يحصل المواطن على حقوقه قبل أن نطالبه بالانتماء»، أما مدير المكتبة إسماعيل سراج الدين فاستدعى بيت أبى فراس«بلدى وإن جارت على عزيزة وأهلى وإن ضنوا على كرام»، وقال إن الصينيين لديهم نظرية تؤكد أن مع كل خطر تولد فرصة، أما على الدين هلال رئيس الفكر الجديد «فى المنطقة» فكان أكثر راديكالية لأنه قال (كما ورد فى مقال محمود مسلم فى المصرى اليوم) «التغيير يمكن أن يبدأ بالثقافة والتعليم أو حتى الانقلاب .. واللى يقدر على حاجة يعملها»، وكلامه هذا يعبر عن طريقة فى التفكير انتهجها النظام وعبرت عنها تصريحات السيد الرئيس أتم الله شفاءه فى ألمانيا والسيد صفوت الشريف فى القاهرة وأمين لجنة السياسات فى الصعيد، وهى أنه لا يوجد مبرر لتغيير الدستور «اليومين دول»، ويوم السبت الماضى انطلق مؤتمر الإصلاح الدستورى الذى نظمته أحزاب ائتلاف الوفد التجمع الناصرى الجبهة، وصرح حسين عبد الرازق المتحدث باسم التجمع «أنه فى حالة الاتفاق على مطالب معينة سيتخذ المشاركون مجموعة من الإجراءات تهدف إلى نزول الأحزاب إلى الشارع حيث التجمعات الجماهيرية الطبيعية لطرح هذه المطالب على المواطنين، على أن تتولى الأحزاب الأربعة تنظيمهم ليمثلوا ضغطا جماهيريا قويا على النظام»، وتفكير قادة الأحزاب فى النزول إلى الشارع بعد هذا العمر يعد سابقة تستحق التوقف، وربما يكون بضغط من النظام، لأنه ائتلاف شكلى والنفوس بين أفراده «شايله»، لأن الخلافات الجوهرية كبيرة، فعلى سبيل المثال رفض الحزب الناصرى وثيقة الإصلاح التى كتبها الوفد لأنها تشيد بفترة ما قبل الثورة أكثر من اهتمامها بالمستقبل، حمدين صباحى بدأ رحلة إطلاق حملة «المليون توقيع» لدعم ترشحه للرئاسة وقال فى بيان صدر الأسبوع الماضى «إنه يعد مشروع قانون سيتم طرحه فى مجلس الشعب للمطالبة بتعديل المادة 76»، «الدستور ومستقبل مصر السياسى» كان عنوانا آخر لندوة نظمها المجلس الأعلى للثقافة مع حقوق القاهرة، اشتبك مديرها عبدالله الأشعل مع بعض الأساتذة لأنه رفض التعبئة التى تصب فى صالح البرادعى وطالب بأفكار علمية لأننا - والكلام على لسانه - «لا نستطيع أن نأخذ مقشة ونكنس النظام الحالى» وهاجم حسام عيسى الأحزاب التى تعطى شرعية للنظام، وحول سؤال: ما يمكن فعله فى حال فشل تعديل الدستور قال حسن نافعة منسق الجمعية المصرية للتغيير «هناك اتجاهان، الأول مقاطعة الأحزاب للانتخابات، والثانى أن تخوضها بقائمة موحدة / مشدداً على ضرورة نزول الشباب إلى الشارع لعمل التوكيلات لإحراج النظام وإجباره على التغيير»، كل هذا الجدل، والذى تسبب فيه نزول البرادعى أرض الملعب، ما هو إلا تمارين قبل بدء المباراة المرتقبة مع النظام، الذى يلعب بخطة قديمة معروفة ومضمونة، قوامها خط دفع غشيم وقوى، ينزل الملعب بالمصفحات ويسدد فى مرمى الخصم قنابل مسيلة للدموع، ولن يسمح لأحد بأخذ الدرع منه.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة