وأنتم تقرأون هذه السطور هناك العشرات بل المئات من جماعة الإخوان جرجرتهم أجهزة الأمن إلى حيث السجون والمعتقلات بلا أى سند قانونى أو حتى سند عقلى.. فقط الآن الأمن المصرى اعتاد اعتقال الإخوان قبل كل انتخابات عشان يريح دماغه، ومن قبل هؤلاء المعتقلون هناك المئات غيرهم دخلوا إلى السجون بموجب قانون الطوارئ ولم يخرجوا منها حتى الأن، ربما تكون مدة بقائهم قد انقضت، وربما تكون الأسباب التى تم اعتقالهم بسببها قد زالت ولكن النتيجة النهائية أنهم الأن خلف أسوار السجون بصحبة الآلاف غيرهم من الأبرياء الذين دخلوا إلى الزنازين بفعل التلفيق الذى أصبح شيئا عاديا فى عصر أصبحت أشهر عباراته ياما فى السجن مظاليم.
اليوم قد تفتح أبواب السجون نفسها لاستقبال أمهات وزوجات وأخوات وأبناء هؤلاء، وقد يحظى أحدهم بفرصة أن يقول لأمه كل سنة وأنت طيبة فى عيدها، وقد لا يحظى البعض الآخر بتلك الفرصة أو قد تكون ظروف السجن نفسها سببا لخنق فرحة كثير من الأمهات بعيدها لأنهن لم يعتدن أن يحتفلن أو يستمتعن بشئ وأسوار السجن والبعد تفصل بينهن وبين أولادهن.
اليوم تحديدا ليس هناك أجمل من تلك الجملة الموسيقية..كل سنة وأنت طيبة يا أمى لتطرب بها آذان أمهات مصر، اليوم تحديدا تهون "غلاسة" الأيام التى نعيشها وحالة الزحمة الشدائدية التى نتخبط فيها لأننا سنرتمى فى الأحضان التى نتوه فى بحور إطمئنانها وننسى ما نحمله على أكتافنا من جبال هموم.
21 مارس ليس فقط عيد الربيع لأن الجو فى مصر بتقلباته وأتربته ومناخه العام لم يعد بديعا، هو الآن عيد للأم فقط هى تستمع فيه بأولادها المبتسمين وهم تحت أجنحتها بعد غياب طويل بسبب مشاغل الحياة تلك الحجة التى اعتادوا تكرارها الأن، وهو يستمتعون بالتكور فى وضع الجنين والاستسلام للصدر الذى طالما تحمل أعبائهم الحياتية والنفسية وهون عليهم آلامهم الجسدية.. اليوم عيدا للجميع.. اليوم عيد الاطمئنان اليوم تسمع كل أمهات مصر تلك العبارة الموسيقية "كل سنة وأنت طيبة يا أمى" وترقص قلوبهن على أنغامها، إلا هذا الجمع من الأمهات الأكثر استحقاقا بهذا العيد، تلك الأم التى خطف رجال الداخلية وليدها من بين أحضانها ووضعوه فى المعتقلات، تلك الأم التى خرجت بصحبة غيرها ممن سكن أولادهن خلف أسوار المعتقلات لتقف أمام أبواب المحاكم والنقابات تهتف وترفع لافتات التضامن من أجل أن يخرج وليدها إلى النور.
أمهات المعتقلين يستحققن منهم هذه الكل سنة وأنت طيبة يا أمى، فإذا كان أولادهن عملوا كفاية عنا من أجل رفعة هذا الوطن أو سقطوا ضحية مزاج بيه كبير هنا أو باشا كبير هناك أو شهادة زور هنا أو قضية ملفقة هناك فهذا دورنا لنكف قلوب أمهاتهم عن الوجع بتهنئة واجبة.
فلنقف معهن أمام المحاكم ونطالب بالإفرج عن أولادهن، فلنطرق أبواب كل أم نعلم أن لديها ابن فى المعتقلات ونهديها ماكان سيهديها من ورود أو على الأقل نقول لها كل سنة وأنت طيبة يا أمى، حتى لا تأتى لحظة تشعر فيها بأنها ضحت بولدها من أجل لا شئ أو يشعر ولدها بأنه ضحى بساعدته وسعادة أسرته من أجل لا شئ.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة