حوارنا اليوم عن غياب العدالة واختلاف المعايير.. حوارنا وإن كان متجها إلى كرة القدم إلا أنه جائز على كل المجالات فى بلادنا.
العدالة فى مصر لها معياران.. أحدهما يطبق بصرامة على فئة لتعاقب وفقا لنصوص القانون وربما تعاقب وفقا لروح القانون أيضا.. وقد تحاسب على الشبهات التى تقترب من القانون.
والفئة الثانية لا تعاقب إلا على الأخطاء الفاضحة وربما نتجاوز الأخطاء الفاضحة لتعاقب على الأخطاء الفاجرة.. وكم تمر كل الأخطاء للفئة الثانية بلا أى حساب.
لم يعد مهما فى بلادنا أن تدوس أو تدنس العدالة.
لم يعد مخجلا لأى حكم كرة قدم أن يذبح فريقا أو يمنح فريقا.
لم تعد هناك أى عقوبات فى أى مجال على غير العادلين فى إحكامهم أو المنحازين أو الظالمين.
ما نراه فى كرة القدم ممتد إلى مئات المجالات الأخرى فى مصر.
ونحن نركز اليوم على رجال العدالة (سابقا) الذين باتوا نماذج صارخة ومكشوفة وممجوجة للظلم فى أغلب المباريات.
سقط التحكيم المصرى لكرة القدم إلى أدنى مستوى.
سقط على كل الأصعدة.. سقطت العدالة.. سقط الحق.
والكارثة أن كل الأندية تضررت من التحكيم الفاسد إلا الزمالك.. ويمكننى التأكيد بل القطع أن الزمالك لن يخسر أى مباراة مقبلة فى الدورى أو فى الكأس فى الموسم الحالى على يدى أى حكم مصرى بعد الفضائح المتتالية فى كل مباريات الفريق الأخيرة فى الدورى مع سمير عثمان ومحمد فاروق وفهيم عمر ومحمد عبدالقادر مرسى ضد الاتحاد والمقاولون العرب والإسماعيلى والجونة.. وهى المباريات التى اكتظت بالقرارات المشبوهة وكلها فى اتجاه واحد.. والأدهى أن هؤلاء الحكام نالوا تقديرا وتكريما من لجنة الحكام بعد قراراتهم المشبوهة.
ابتسم أنت فى مصر!!
وفى معرض تحليله لمباراة الجونة والزمالك فى المرحلة الثانية والعشرين للدورى الممتاز لكرة القدم على شاشة قناة النيل للرياضة اتهم الحكم الدولى السابق جمال الغندور حكم المباراة محمد عبدالقادر مرسى بعدم إنذار ثلاثة من لاعبى الزمالك فى مخالفات بالغة الوضوح والصحة لينهى المباراة بلا أى إنذار للزمالك.. وهى المباراة الثانية للزمالك بلا أى إنذار فى آخر ثلاث مباريات بعد لقاء طلائع الجيش مع الحكم حمدى شعبان. تجاهل الحكم محمد عبدالقادر إنذارا مؤكدا ضد عمرو الصفتى الذى قطع الكرة بيده وهو آخر مدافع فى فريقه.. بل تجاهل إنذاره مرة أخرى عندما قام اللاعب بتقبيله فى الملعب وعلى مرأى ومسمع من الملايين.. ومرت الواقعتان بلا أى إنذار فى زمن الفساد.
وتجاهل الحكم بعدها إنذارا مؤكدا ضد محمود فتح الله الذى قطع الكرة بيده أمام منطقة الجزاء تماما.. واكتفى باحتساب الركلة الحرة المباشرة.. وتجاهل إنذارا ثالثا لحسين ياسر محمدى عندما تعمد التمثيل والتحايل داخل منطقة الجزاء للحصول على ركلة جزاء.. وأشار الحكم باستمرار اللعب لينهى اللقاء بلا أى انذار للزمالك فى واحدة من الفضائح التى تشير للفساد المستشرى فى جسم اللعبة.. والغريب أنه أنذر لاعبين من الجونة فى واقعتين أقل وضوحا وجسامة وتأثيرا من الوقائع التى تجاهلها ضد الزمالك. وحرص الغندور على كشف الحكم المتلاعب فى حادثتين متشابهتين تماما وخلال أقل من دقيقة واحدة عندما تجاوز عن احتساب ركلة حرة مباشرة للجونة أمام منطقة الجزاء بعد إعاقة مؤكدة ضد جمال حمزة.. وفى الهجمة التالية للزمالك احتسب نفس اللعبة ركلة حرة مباشرة للزمالك أمام منطقة الجزاء الأخرى وأنذر لاعب الجونة.. وأشار الغندور إلى أن الحكم تعامل مع الواقعتين بمعيارين مختلفين تماما فى التقدير والاحتساب والعقوبة.
وأكمل الخبير التحكيمى جمال الغندور تحليله بالإشارة إلى عدم احتساب الحكم لركلة جزاء واضحة تماما للجونة فى الدقيقة الأخيرة من المباراة من جذب أولا ثم إعاقة ثانيا من مدافع الزمالك محمود فتح الله لمهاجم الجونة أحمد عمران.. وكانت الرؤية واضحة تماما للحكم لمشاهدة المخالفة التى تجاهلها عامدا متعمدا، ليحرم الجونة من حقه ومن التعادل ويهدى الزمالك فوزا لا يستحقه.
وأخيرا أشار الحكم باحتساب 4 دقائق فقط كوقت بدل ضائع فى الشوط الثانى ورغم قلة الوقت المحتسب قياسا بما ضاع خلال الشوط إلا أنه لم يكمل الدقائق الأربع التى احتسبها وأنهى اللقاء بعد مرور 3 دقائق و1 ثانية فقط.
فساد وفضائح تكررت كثيرا فى كرة القدم وخارج كرة القدم.. وأثرت على مصالح ومصائر الملايين دون أى ردع أو عقاب.. ولا علاج لها ولا تنتظروا علاجا. الفساد يتزايد ولا يعالج.. والشعب تأقلم واعتاد الأمر.
ابتسم أنت فى مصر!!