لو عرف الإنسان أن فى آخر الشارع الذى يعيش فيه يوجد شلال هائل سيحمله إلى مصير مجهول لو وصل إلى نهاية الشارع، هل كان سيقوم بالرحلة إلى نهاية شارعه حيث المصير المجهول، بالقطع لا وألف لا، لن يقوم هذا الإنسان بهذه الرحلة بأى شكل من الأشكال.. لماذا؟ والرد ببساطة هو أن الوصول إلى هذه المرحلة يعنى الهلاك، ومن يريد الهلاك؟ لا أحد.
لكن ما بال الإنسان يفتح عينيه كل يوم وهو مصمم على المعصية ومصر على إيذاء الآخرين وعازم على تدمير الآخرين، أحيانا بسرعة وأحيانا ببطء وأحيانا بقسوة وكثيرا بمكر وتحايل. وهناك تدبير وتخطيط لا يخطر على بال أحد ينبع من القلب الشرير والفكر الشيطانى.
إن الله وهو الإله الأعظم قد حرّم الظلم على نفسه وحرّمه أيضا على عباده، لكن هناك من البشر الذين قد أصيبوا بالجشع والعيش فى الوهم بأنهم مخلدون وأن الدنيا دار بقاء لذا يقومون بصنع مجموعة من المبادئ الهدامة والمدمرة لهم وللحياة وللآخرين من بنى البشر.. إنهم يعتنقون الظلم وشقيقه الدمار من أجل بناء قصور واهية من الرمل تنتهى بمجرد خروح الروح من الجسد، إنهم يخرجون الله العلى العظيم سبحانه وتعالى من المعادلة وهم فى كل لحظة من حياتهم يحتاجون إلى الذى أوجدهم من عدم، وجاد عليهم من فضله، ولكن الاستحواذ على كل ما هو زائل يعمى البصيرة ويقتل الضمير، ومن الفظائع أن يصبح هذا النوع من البشر قادرا على النوم ويداه مغطاة بالدماء ويصبح قادرا على الضحك والقهقهة وبسببه تبكى عيون الفقراء والبسطاء والضعفاء.. إنه لا يهتم والحقيقة هى أنه لا يعرف حجم غضب الله القوى العزيز عليه ولا يعرف أو يتناسى أن الله شديد العقاب، إنه يصر على فكره وسلوكه وبذلك يستنزل الغضب من الله عليه وينتظره المزيد، وما أدراك ما هو المزيد.
سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) قال وهو يعلمنا الدعاء ومكارم الأخلاق وأفضل السلوك: «اللهم إنى أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن.. وأعوذ بك من طمع يهدى إلى طبع وأعوذ بك من طمع فى غير مطمع ومن طمع حيث لا مطمع.. اللهم أعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ودعاء لا يسمع ونفس لا تشبع.. اللهم إنى أعوذ بك من القسوة ومن الغفلة والعيلة.. اللهم إنى أعوذ بك من عذاب النار.. وأعوذ بك من فتنة الغنى.. وأعوذ بك من نفس لا تشبع....« آمين.