مع بداية أزمة "إسلام أون لاين" والخطة القطرية المتعمدة لتشريد أكثر من 250 مصرياً حملوا على أكتافهم عبء إنشاء منظومة إعلامية ذات توجه إسلامى معتدل وذات مضمون إعلامى محترم ومتطور، ظهرت العديد من الكلمات والمقالات التى تحدثت عن حالة التربص القطرى بكل ماهو مصرى، وعن حال الحكومة المصرية ممثلة فى هيئاتها الرسمية والنقابية الذى لا يبشر بأى تحرك لاسترداد حقوق مصريين أخذت منهم الإدارة القطرية للموقع كل جهدهم ثم قررت أن تلقى بهم من أول نافذة دون أى ضمان أو تقدير لسنوات الخدمة الشاقة التى جعلت من الموقع الإلكترونى علامة ثقافية وحضارية مضيئة للعرب وللإسلام.
بعضنا توجه نحو الشيخ الدكتور يوسف القرضاوى ذلك العالم الجليل الذى ارتضى قطر مسكنا وكان لإسلام أون لاين والعاملين فيه بمثابة الأب الروحى، وعلى اعتبار أن الأخوة فى قطر لا يمكن أن يردوا لهذا العالم الكبير رأى أو طلب إحتراما لمكانته وتقديرا لعلمه.. ولكن يبدو أن كل الأصوات المصرية العاقلة كانت على حق حينما طالبت الشيخ القرضاوى بالعودة إلى مصر والنجاة من بحر الاستغلال القطرى الذى أراد الاستفادة من اسم الشيخ وجماهيريته قبل الاستفادة من علمه.
كانت كل هذه الأصوات صح.. بينما الشيخ وأتباعه ومحبيه الذين لا يتحملون له نقدا حتى ولو كان باطنه مصلحة الشيخ أو مصلحة الوطن كانوا على خطأ.. وهل هناك أدل على خطأهم مما حدث مع الشيخ القرضاوى؟ هل هناك دليل أوضح على خطأ نظرية الشيخ القرضاوى فى البقاء بتلك الدولة التى تقول عكس ما تفعل وتنادى بعكس ما تصنع وتسير فى الاتجاه على عكس ماتوصى وتشير؟.
تدخل الشيخ القرضاوى بصفته الروحية والرسمية كرئيس لمجلس إدارة جمعية البلاغ الثقافية، المالكة لموقع "اسلام أون لاين" ووعد العاملين بحل المشكلة وأصدر قرارا بإقالة المسؤلين عن الأزمة وتنفس الجميع الصعداء واستبشر العاملون وأسرهم بأن الحل آت ولا ريب فى ذلك.. فكيف لرجل مثل القرضاوى يعد بشئ ولا يحدث، وكيف برجل فى مكانة القرضاوى يعد بشئ وتخذله الدولة القطرية؟.
على عكس كافة التوقعات جاء الأمر فى شكل قرار بإقالة الشيخ القرضاوى نفسه من رئاسة جمعية البلاغ المشرفة على الموقع ليسبق الرجل العاملون الذى وعدهم بالدفاع عن حقوقهم، ألا ترى فى قرار الإقالة هذا نوع من الإهانة أقسى من أن يتعرض له شيخ وعالم فى حجم ومكانة القرضاوى لدى جموع المسلمين؟ ألا ترى فى موقف الدولة القطرية التى خذلت الشيخ ولم تسانده فى موقفه إهانة أخرى؟..
دعنا نسأل إذن.. لماذا يتحمل الدكتور القرضاوى كل هذه الإهانات؟ لماذا لا يرد بقسوة على هؤلاء الذين خذلوه ولم يقدروا مكانته، صحيح أن الشيخ القرضاوى مستمر فى دعمه للعاملين فى "إسلام أون لاين" وصحيح أنه يدعم فكرة مشروعهم البديل ولكن صحيح أيضا أن العاملين المعتصمين أصدروا بيانا للتضامن مع الشيخ القرضاوى وهو تضامن يعكس مدى الإهانة التى شعر بها العاملون كمصريين وكمحبى للشيخ.
لن أطالب مثلما طالبت فى المقال السابق وغضب البعض منى بأن يجلس الشيخ بجوار المعتصمين فى مبنى "إسلام أون لاين" بالسادس من أكتوبر ويهتف ويرفع لافتات ضد الإدارة القطرية ولكننى سأكرر مطلبى بأن يركب الشيخ أول طيارة راجعة على مصر ويأتى إلى هنا إلى حيث يعرف الناس مقدار وحجم العلماء، إلى حيث يحترم الناس العلم وأصحابه، إلى البلد التى يبحث الناس فيها عن الاستفادة من علوم الفقهاء وليس استغلال أسمائهم فى تصفية الحسابات مع خصوم آخرين.
هذا رجاء يافضيلة الشيخ وليس طلبا حتى لا يتهمنى أحد بالتجاوز فى حقك.. ارجع إلى القاهرة على أول طائرة.. ارجع بسرعة لأن قطر بها إهانة قاتلة.. ارجع بسرعة حتى يكون الرد على ماحدث معك سريع وحاسم.. ارجع بسرعة حتى نصدقك حينما تخطب فينا وتحدثنا عن كرامة المؤمن واحترام المسلم لذاته وعن نصرة المظلوم وصلابة الموقف الحق وضرورة رد الاعتبار.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة