مازلت أذكر الرجل المحترم المهندس حسب الله الكفراوى وزير الإسكان الأسبق، وهو يجلجل فى مطلع تسعينات القرن الماضى تحت قبة البرلمان فى مواجهة أحد النواب المستقلين الذين تقدموا باستجواب حول سياسة الوزارة، رد الكفراوى على كل كلمة فى الاستجواب، ونال تصفيق المعارضين قبل نواب الحزب الوطنى، خاصة حين قال إنه مستعد لأى محاسبة، على أن يقضى بعدها باقى عمره بجوار الكعبة الشريفة، ليكفر عن أى خطأ ارتكبه.
كان الكفراوى معه الحق، فالكل يعلم أن سيرته الشخصية لا خدش فيها، منذ أن بدأ مهندسا فى مشروع السد العالى، حتى أصبح وزيرا عظيما، هى سيرة أحد البنائين العظام، سيرة رجل عاش ليبنى بطهارة نفس، ونظافة يد، واستقامة موقف، وقدم طوال سنوات عمله الوزارى كل ما يؤدى إلى وضعه فى قلوب الناس، لأنه عاش صولجان الحكم وأبهته، واستغله فقط فى الصالح العام، فأصبح رائدا للمدن الجديدة التى حمت مصر من انفجار الزحام، للسكن فى مساحة محدودة، وأصبح ممن يحسب لهم التوسع فى صناعة الأسمنت الذى تم بيعه الآن للأجانب، فتحسر كثيرا من هذه الخطوة التى هدمت ماساهم فى بنائه.
خرج الكفراوى من الوزارة حامدا ربه، وبعد أن تحرر من المنصب، لم يودع هموم بلده، وإنما لم يتخلف عن إبداء الرأى فى مجمل القضايا التى يلجأ إليه فيها من يريد التزود بخبرته فيها.
كان لى شرف المعرفة الشخصية بالكفراوى، وبدأت على خلفية حرصه على توضيح الحقائق فى قضية صحفية ورد اسمه فيها، وزادت بحرصى على التواصل معه للتزود منه بالمعرفة، ولأن سيرته النظيفة هى رأسماله، فمن الطبيعى أن يثور بسبب زج محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان السابق باسمه فى التحقيقات التى تتم معه فى النيابة حاليا، وأقدم سليمان على ذلك بمبدأ أنه يحتمى بوزير نظيف، ربما تنزاح عنه غمة الاتهامات الموجهة إليه، لكنها الخطوة التى استنكرها الكل، لأنه من الأصل لا مجال للمقارنة بين الاثنين.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة