الوطنية، الأخوة، النسيج الواحد، المصير المشترك، عنصرا الأمة، شركاء الوطن... كلمات يرددها العديدون من الكُتَّاب والسياسين المصريين.. خاصة بعد كل حادث طائفى ينال من أقباط مصر وتسخر العجلة الإعلامية مقروءة ومسموعة من النسيج الواحد ويتشدق المتشدقون بعلاقة الحب بين قداسة البابا شنوده الثالث وفضيلة شيخ الأزهر الشيخ طنطاوى، وتستمر التمثيلية المملة فى احتضان شيخ لقس أو العكس، بينما تستمر الأجهزة الأمنية فى جلسات العرب العرفية، واستعاضة المصاطب بالقانون، فللمصاطب فوائد منها رضوخ المجنى عليه لقبول الصلح العرفى المُهدِر لذات الدولة وهيبة القضاء، ويتم ذلك بمشاركة جميع الأجهزة الشعبية فى جنازة دولة القانون.
فتستمر حوادث الاعتداء على النسيج الواحد من قتل، حرق، سرقة، نهب، تمزيق للنسيج الواحد بدون عقاب قانونى رادع لغياب القانون ليستمر نزيف الدماء وحرق الثروات وانتشار الكراهية وتنافر شركاء الوطن.
فاض الكيل بأقباط مصر فصرخوا فى ميادين العالم الحر، فحَّول الكتاب سهامهم وأقلامهم لينالوا من الأقباط فى بلاد المهجر، ورفعوا سهام العمالة والخيانة والولاء للغرب والصهيونية العالمية، مطالبين الأقباط بالعمل داخل مصر "فى دول المصاطب".
فى تحرك جديد قام أقباط الداخل بمظاهرة أمام مجلس الشعب احتوت مائتى قبطى يصرخون ويضحون بأنفسهم فى سبيل ذويهم، رُفعت الأقلام لتنال من حركتهم الحقوقية استنكاراً، وكتب الأستاذ سعيد الشحَّات "لا لمظاهرات قبطية تبعث الفتنة الطائفية" متغافلاً أن الفتنة ليست فى المظاهرات بل فى قتل الأقباط وهدر دمائهم بدون رادع أو عقاب قانونى، فعلى سبيل المثال للحوادث المأساوية للأقباط وليس الحصر:
قتل 21 قبطياً وحرق كنائس وبيوت ومتاجر وصيدليات الأقباط والحكم بالبراءة لكل المتهمين فى قضية الزاوية الحمراء عام 1981.
قتل ستة أقباط بأبو المطامير بالبحيرة فى عام 1990.
قتل اثنا عشر قبطياً بعملية أبو قرقاص عام 1997 يوم الأربعاء الحزين.
قتل 21 قبطياً فى الكشح عام 2001 منهم اثنان حُرقوا أحياء.
قتل فاروق نهرى بـ 36 طلقة ونحره "فصل رأسه عن جسده" والتمثيل بجثته فى يناير عام 2010.
قتل 6 من شباب الأقباط بنجع حمادى ليلة عيد الميلاد 2010.
وهنا نتساءل: لماذا يصمت الكُتَّاب والليبراليون؟! أين هم؟!
لماذا يصمت الأستاذ سعيد الشحَّات على الظلم البين؟! أين قلمه للتنديد بانعدام العدالة على أرض المحروسة؟!! أم أن قلمه للتنديد بالأقباط المسالمين المنددين بالظلم أمام مجلس الشعب!! ولماذا لم يشارك ويقود هو مثل هذه المظاهرات لكى لا توصف بأنها مظاهرات طائفية على حسب ما ذكر فى مقاله!!.
أين محمد أنورعصمت السادات؟! الذى تنتشر مقالاته فى جميع الصفحات القبطية متحدثاً عن الوطنية والنسيج الواحد، لماذا لا يطلب من أخيه طلعت الترافع عن الشاب جرجس بارومى جرجس؟!! ويطلب منه نقض الحكم الصادر ببراءة قتلة فاروق نهرى بفرشوط؟!!
أين مصطفى الفقى وكلماته عن الأقباط واضطهادهم؟!!
أين المجلس القومى لحقوق الإنسان؟!! لماذا لا ينقض الحكم ببراءة القتلة فى فرشوط؟!!.
أين مفيد شهاب من حوادث القتل؟!! أم أن دوره تمثل فى الدفاع عن انتهاكات مصر لحقوق الإنسان فى مجلس الأمم المتحدة بجنيف!!.
أين جمال مبارك وأعضاء لجنة السياسات؟!! أم دورهم فقط يقتصر على زيارة الكاتدرائية للتهنئة بأعياد الميلاد؟!!
أين محامو مصر الشرفاء !! من تلك القضية المصيرية فى تاريخ القضاء المصرى!
إن مصر لن ينصلح حالها إلا إذا ارتفع صوت الأخيار ودافعت الأغلبية عن حقوق الأقلية " الأقلية الدينية " ترى هل من مجيب؟!! متى يتكلمون؟!! أتمنى ألا تنطبق هذه الأبيات على الأخوة السالف ذكرهم.
لا خير فى امرئ متلون إذا الريح مالت، مالت حيث تميل
وما أكثر الإخوان حين تعدهم ولكنهم فى النائبات قليل
ويل لأمة عاقليها بُكم وقويها عُمى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة