ما ترتكبه الحكومة الإسرائيلية تجاه المسجد الأقصى يستحق المواجهة بكل الأسلحة الممكنة، وهى كثيرة فى أيدى الفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين لو انتبهوا وأحسنوا استغلالها.
أول هذه الأسلحة، وقف الخلاف العبثى بين فتح وحماس، وتنقية الأجواء والنفوس بينهما وصولا على توحيد الصف الفلسطينى وتطهيره من الفاسدين والعملاء والمفسدين والأذناب، لأن التاريخ لن يغفر لهم أبدا أنهم، لا قدر الله إن استطاعت حكومة نتانياهو هدم الأقصى، أنهم جيل الخزى والانقسام المذل والتفريط، بعيدا عن الشعارات أو التبريرات التى يرفعها هذا الفصيل أوذاك .
بعد ترميم الصف الفلسطينى المتصدع تأتى مسئولية العرب مجتمعين، وهم القادرون على تحريك مياه كثيرة فى مجرى السياسة العالمية بما يضمن وقف تطرف نتانياهو وحكومته، المتعطش لدخول التاريخ، بوصفه داود الجديد الذى هدم المسجد وأقام الهيكل الثالث.
الحكومات العربية ملزمة بتحمل مسئولياتها التاريخية والتحرك تجاه إسرائيل وتجاه القوى المؤثرة فى العالم وممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية الممكنة وهى ليست بالضعيفة ولا الهينة، وتستطيع التأثير سريعا فى الموقف الدولى.
على الحكومات العربية أن تحسن استغلال وتوظيف المواقف الشعبية التلقائية فى مواجهة العدوان الإسرائيلى على المقدسات الإسلامية، بأن تتركها تتصاعد وألا تعمل على قمعها، حتى يعلم العالم أجمع قوة المواقف الشعبية العربية، والتى يمكن الاستناد إليها فى أى تحرك سياسى رسمى.
على جامعة الدول العربية أن تتحرك بشكل غير تقليدى بأن تطالب الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرار يلزم الحكومة الإسرائلية، تحت بند حماية الأمن والسلم الدوليين، تجنبا للفيتو الأمريكى فى مجلس الأمن، ومن المؤكد أن تحركها فى الجمعية العامة للأمم المتحدة سيجمع حولها الأغلبية الساحقة من الدول العربية والإسلامية وكذلك أغلبية دول أفريقيا وأمريكا اللاتينية التى تعانى من ظلم واستبداد الاستعمار الغربى سياسيا كان أم اقتصاديا.
فضلا عن ذلك، يمثل التنسيق بين جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامى، أحد المحاور المهمة لبناء تكتل دولى على قدر الحدث والمسئولية، يتحرك فى محاور متعددة فى قارات العالم ويضغط من أجل تغليب الحق الفلسطينى على الاحتلال الإسرائيلى والشرعية القانونية على الأساطير الموظفة لخدمة السياسة المتطرفة.
كما يمثل التنسيق الإسلامى المسيحى عربيا ودوليا محورا مهما من محاور إدارة الصراع فى مواجهة أطماع نتانياهو وحكومته المتطرفة، فالأقصى من جهة ليس قضية المسلمين وحدهم، لأن الأطماع الإسرائيلية فى المقدسات الدينية لا تفرق بين الأقصى وكنيسة القيامة، ولا بين أرض القدس أو أرض بيت لحم.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة