دعوت إلى النقاش فى اليومين الماضيين حول ما ذكره الكاتب المبدع علاء الأسوانى عن الوهابية وتأثيرها السلبى على مصر، وسؤال السيدة الكويتية له عن لماذا لم تستطع مصر مقاومة هذا الفكر إذا كان خاطئا، ولماذا لم تقم مصر بتمصير هذا الفكر، وهل ذلك يدل على ضعف المفكرين فى مصر ؟
وفى التعليقات على مقالى اليومين هناك من هاجم بعنف، وهناك من رحب بشدة لكنى فى الإجمال أشعر بأن القضية لازالت تحتاج إلى مناقشات أكثر وأعمق خاصة فى الاقتحام المباشر لأسئلة السيدة الكويتية، وبعيدا عن التطرف فى الهجوم أو التطرف فى الترحيب بالفكر الوهابى، والرغبة فى المناقشة الهادئة بمعنى:" فكر يقارع فكر".
وأستأذن الإخوة الذين ساهموا بالتعليقات الهامة مثل الأساتذة خالد الشيخ وعبد العظيم سليمان ومحمود أبو العلا وأسامة الأبشيهى، أن أتوقف أمام ثلاثة تعليقات أدعو إلى النقاش حولها لأنها تجيب على أسئلة السيدة الكويتية بطرق مختلفة، والتعليق الأول من أشرف القصاص وهو بعنوان "الوهابية والبكر الثيب"، ويذكر فيه كلاما هاما حول أن الفكر الوهابى انتشر فى مصر بمباركة من الرئيس الراحل أنور السادات ورجاله لمحاربة القوميين واليساريين والناصريين، مع فتح الباب للإخوان، ولفت أشرف إلى المساحة التى كانت متاحة تليفزيونيا للشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله وهو داعية وهابى، بالإضافة إلى زراعة الفكر الوهابى من خلال الاقتصاد ممثلا فى شركات توظيف الأموال.
وما ذكره أشرف يجعلنى أستخرج منه سؤالا :" لماذا لم يستطع أحد مقاومة فكر الشيخ الشعراوى فى طبعته الوهابية ؟ وأطرح السؤال منزها عن الهجوم على الرجل، الذى استطاع بالفعل أن يملك قلوب الملايين من مستمعيه فى مقابل عجز الآخرين.. فلماذا ؟، وعلينا النظر بعين باحثة متأملة وصادقة حول :"هل يكفى القول إن بلاغة الشعراوى رحمه الله، وقدرته الفائقة فى استخدام هذه البلاغة لتفسير القرآن الكريم، كانت هى السبب فى تسيده على عرش الخطاب الدينى لسنوات طويلة، وبالتالى دخل الفكر الوهابى.
التعليق الثانى من خالد العباسى، ويقول فيه إن الفكر الوهابى استطاع أن يتغلغل فى الشعب المصرى لأن المصريين استطاعوا بفطرتهم السليمة أن يدركوا مدى نبل وقيمة وسماحة هذا الفكر الذى يدعو إلى العودة للعقيدة الإسلامية الصحيحة الصافية التى كان عليها الرسول عليه الصلاة والسلام وصحابه الكرام، والأمر بهذا المنحى يعنى أن هذا الفكر انتشر فى مصر بفضل سماحته وسماحة المصريين فى نفس الوقت، فهل هذا صحيح ؟
أما التعليق الثالث فهو من داليا التى قالت: "وماله الفكر الوهابى فى السعودية.. البنات بتتعلم وهناك الطبيبة والمدرسة وسيدة الأعمال وعايشين حياتهم، والفرق الوحيد أنهم محجبات ومنقبات ومفيش اختلاط فى التعليم واللى بيسرق بيتقطع إيده، وعندهم أحسن طرق وأحسن مستشفيات وكل حاجة "واختتمت داليا تعليقها بالقول": وهابية وهابية.. بس نعيش كويس".
كلام داليا يطرح سؤالا: "هل يمكن أن يؤدى رغد العيش، وتوفر الخدمة بنظام كما فى السعودية، إلى أن يكون مدخلا لسهولة انتقال الفكر الذى يترعرع فيه كل ذلك إلى بلدان أخرى، وبصيغة أكثر وضوحا: "هل ثراء السعودية ساهم فى رغبة عامة المصريين وهم غالبية فى اعتناق الفكر الذى يعتنقه السعوديون ؟
أسئلة استخلصها من بعض تعليقات القراء وهى تدخل فى صميم الإجابة على أسئلة السيدة الكويتية، وأدعو إلى مواصلة الإجابة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة