أبشروا.. واسمعوا واعووا.. فقد سمعنا وعلمنا أن الحزب الوطنى بناءً على رغبة الجماهير، ونزولا على طوالع العمل السياسى، قرر بعد أكثر من ثلاثين عاما على قيامه، النزول إلى الشارع وممارسة العمل السياسى على قارعة الطريق.
طبعا هذا كله جاء بناء على نصائح الخبراء، وتقارير الأداء العام والخاص والتعاونى، لكن كل الخوف أن يستعين الحزب بالمواهب الكامنة لديه والتى استعان بها فى مواجهة نشطاء 2005 عندما كانوا يمارسون العمل السياسى بالكاراتيه، ويلتحمون بالجماهير بالشوم والعصى، ويبدو أن الحزب شعر ببعض الغيرة من الحركات السياسة والتحركات التى تملأ الآفاق من حوله، العمال المحتجون والغاضبون والنشطاء فى كل مكان، هؤلاء كشفوا للحزب أنه غائب عن الوعى، فقرر أن يسترد وعيه.
والحقيقة أن الحزب الوطنى يمارس العمل السياسى من منازلهم ومن برلمانهم، فنوابه قادرون على إفشال أى استجواب أو طلب إحاطة، ولجنة خطته وموازنته تتصدى لأية اتهامات، أو ملاحظات عن المخالفات ومهمتها أن تحمى حكومة الحزب من الهواء الطاير والاتهامات الطائرة.
ويحرص على إفراغ أى تشريع من مضمونه، ويعجز عن مواجهة الغلاء والاحتكار، ومؤخرا نجحت تحركات الحزب فى وقف نظام العلاج على نفقة الدولة ومع أنه نظام أعرج فقد كان يساهم فى علاج ملايين المرضى من ضحايا حكومات الحزب، الذين أصابهم الضغط والسكر فضلا عن التهاب الكبد والفشل الكلوى وقلة الحيلة.
تخيلوا بعد كل هذا يفكر الحزب فى النزول للشارع السياسى، وعلينا أن نتوقع مع كل نزول أن تتراكم القمامة، وتتزايد الأمراض، وتتزور الانتخابات، وتوظف أصوات الموتى والقتلى والضحايا لتساهم فى أحياء الحزب من العدم.
وطبعا نحن نعرف الفوائد التى يمكن أن يستفيد من المواطن لو قرر الحزب الوطنى النزول للشارع ومخاطبة الجماهير، بعد أن توقف الحزب عن ممارسة السياسة من أيام الاتحاد الاشتراكى، والآن هو يريد الاحتكاك بالجماهير والاقتراب من الشعب، مع أن الشعب تعب من كثرة هذا الاحتكاك والالتحام.
والأولى أن يوقف الحزب خطوط إنتاج نواب القمار والكيف والشيكات، وان يتوقف عن محاولات الخصخصة التى نقلت أموال العامة إلى جيوب المسمسرين وجعلت العمال على الرصيف، وعلى الحزب وحكومته أن يلتزما الطريق القويم بأن يتوقفا عن العمل السياسى الذى يتسبب فى كل هذه الأمراض.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة