سوف أكتفى بذكر الأشياء مجردة هنا.. مجرد خبر عادى تتبعه معلومات خالية من كل شوائب التعليق أو التحوير أو الرأى.. ولهذا أرجو من السادة اللى بيفهموها وهى طايرة وهم ماشاء الله يملأون مصر ويعشقون تفصيص السطور ومصمصة كلماتها واستخراج كل البهاريز من بينها حتى لو كان مابين السطور يرتدى طاقية الإخفاء أن ينتبهوا معى.. فى 26 أبريل الجارى ستبدأ الدائرة الرابعة داخل محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار عادل عبدالسلام جمعة نظر أولى جلسات إعادة محاكمة رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى المتهم بتحريض محسن السكرى بقتل سوزان تميم، والذى أصدر المستشار المشهود له بالاحترام والنزاهة والعدل المحمدى قنصوة قرارا بإحالة أوراق القاتل والمحرض للمفتى، بناء على حيثيات حكم حينما قرأها الخبراء قالوا إنها تاريخية و«ماتخرش المية»، ثم بدأ المحامون اللعب مع القانون وبه خلال جلسات الطعن حتى انتهت بإعادة المحاكمة، وذهبت القضية للمستشار عبدالسلام جمعة أحد أبناء منصة القضاء المصرى التى نحترمها ونفخر بها ومن أشهر القضاة الذين ترتبط أسماؤهم بقضايا مثيرة وذات دلالات سياسية..
إلى هنا تنتهى سطور المعلومات عزيزى القارئ، اتفضل استمتع بما قد تكتشفه من بين سطورها، أما أنا فسوف أواصل سطور مقالى بعدة أسئلة من نوعية: لماذا يتنامى شعور عام لدى الناس فى الشوارع أن إمبراطور الإسكان هشام طلعت مصطفى سيحضر بذات نفسه حفل افتتاح «مدينتى» مفخرة أعماله السكنية لأصحاب الملايين ومئات الألوف؟ وهل سيخرج هشام طلعت مصطفى من السجن - ده إذا خرج يعنى - وقد تغيرت شخصيته أو طريقة تفكيره كما يحدث لأغلب المساجين الذين يخرجون من بوابة التهذيب والإصلاح ليخبرونا بأن السجن غيرهم للأحسن؟ يعنى هل يمكن أن يكون مشهد عنابر السجن التى تمتلئ بعشرات المساجين، والزنزانة التى لا تتعدى مساحتها مترا فى متر قد غير فى طريقة تفكير إمبراطور الإسكان الذى طالما أمعن وتمعن فى الحصول على أراضى الدولة المميزة بأرخص الأثمان ليبنى فوقها مدنا وفيلات وقصورا فاخرة بملايين الجنيهات دون أن يضع فى اعتباره ولو لمرة واحدة أن ينشئ مدينة خاصة للإسكان الشعبى وفقراء هذا البلد؟
أعرف أن العاملين فى شركات طلعت مصطفى والقاطنين فى الشوارع التى تربى فيها صغيرًا يقولون شعرًا فى الرجل، وفى عمله الخيرى، ولكن شهادة هؤلاء تبقى مجروحة لأنهم أصحاب مصلحة مباشرة مع الرجل، بعضهم يأكلون العيش فى شركته، وكثير منهم أبناء دائرته الانتخابية، وطبيعى جدا أن يرش كل مرشح من خيره على أصحاب الأصوات التى تذهب للصندوق، ولكن رجل أهدته السياسة كل هذه القوة، وأهداه قربه من السلطة هذه الإمبراطورية لا يجب أن يتوقف دوره عند الجرى خلف الفنانات وصرف ملايين الدولارت مقابل نظرة رضا من سوزان تميم أو غيرها.. فهل نجح السجن فى تغيير هشام طلعت مصطفى؟ هذا ما سنعرفه فى نهاية القصة، ومنذ الآن وحتى النهاية يجب على هشام طلعت مصطفى أن يجلس فى محبسه ليحمد الله ويشكر فضله على ثلاث نِعَم لا رابعَ لها أهداه القدر إياها.. 1 - شعب يعشق النسيان.. 2 - دولة تطغى سلطتها التنفيذية على أخواتها من السلطات.. 3 - وبالطبع.. كارنيه لجنة السياسات!!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة