اليوم «الثلاثاء» هو الليلة الكبيرة لمولد سيدنا الإمام الحسين، سيد شباب أهل الجنة. اليوم هو الاحتفال بوصول الرأس الشريفة إلى أرض الكنانة لتبارك الأرض ومن عليها، فهو حفيد رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو ابن السيدة الطاهرة الشريفة سيدة نساء العالمين ابنة رسول الله السيدة فاطمة زوجة الإمام على كرم الله وجهه، الخليفة الراشد الرابع. إنه الإمام الموصوف من قبل جده العظيم خاتم رسل الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: «أنا من الحسين وحسين منى أحب الله من أحب حسينا». رضى الله عن الإمام الحسين الذى بحبه يفوز المرء بحب الله رب العالمين، ومن يحبه الله يكن من المقربين فى الدنيا وفى الآخرة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل بنى آدم ينتمون إلى عصبة إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم»، ما أعظم هذه المكانة التى جاد الله بها على حفيدى رسول الله الذى قال عنهما سيد الأولين والآخرين إنهما سبطا من الأسباط. وهذا لأنه عليه أزكى الصلاة والسلام نسبهما إليه نورانياً وروحياً. وقبل أن ينتقل الرسول عليه الصلاة والسلام ورثهما صفاته الجميلة التى لا نقصان فيها.
قال أسامة بن زيد رضى الله عنهما: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ الحسن والحسين.. اللهم إنى أحبهما فأحبهما» وفى حديث آخر طلب من الله سبحانه وتعالى أن يحب من يحبهما ويحب أباهما وأمهما. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبى أيوب عندما سأله إن كان يحبهما، فقال خير البشر وخاتم الأنبياء: «كيف لا.. وهما ريحانتا من الدنيا أشمهما».
إن سيدنا الحسن والحسين رضى الله عنهما أقرب الناس شبها لرسول الله صلى عليه وسلم فى الخلق والخلق. وقد كان السبطان فارسين وعالمين وفقيهين وقائدين ينيران ويعلمان حيثما حلا ونزلا.
وفى مولد حبيبنا الإمام الحسين رضى الله عنه وحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم نسترجع بطولته فى الوقوف أمام الطاغوت واستشهاده فى تلك الحرب، وظن أهل الظلم أنهم تخلصوا منه رضى الله عنه، ولكنهم هم الذبن ماتوا وظلت ذكرى الإمام حية تشع نورا يستلهم منه المسلمون القيم النبيلة والمثل الرفيعة.
ومن بين أوجه عظمة الإمام الحسين أنه حج خمسا وعشرين حجة سيراً على الأقدام.. سار من المدينة إلى مكة المكرمة حباً فى الله ورسوله ورغبة فى إرضاء ربنا الكريم الرحيم. إنه هذا الجمال النبوى الفاطمى العلوى الذى يستجيب الله لدعاء الخلائق إذا توسلوا به وبأمه وأبيه وجهه العظيم.