"الزعيم كلاكيت ثانى مرة فى خلال شهر ونصف الشهر ضيفا على برنامج رياضى فى قناة النيل للرياضة".. "الزعيم يحتفل بخبر فيلمه الجديد وتوقيعه عقدا مع الشركة العربية".. وهكذا كانت الأخبار التى تواترت عن عادل إمام خلال هذه الأيام.. يا سلام.
عادل إمام الفنان الكبير.. أرفض أن أطلق عليه لقب الزعيم، وكنت أتمنى لو رفضه هو الآخر لأننا فى بلاد كلمة الزعيم فيها لها وقع غير محبب. وأتعجب مؤخرا من تصرفات نجم كبير أتمنى لو يراجعها، وإن كنت أشك بشدة فى ذلك لأن عادل إمام كما هو صاحب تاريخ فنى طويل هو أيضاً صاحب تاريخ من العند والكبر طويل.
منذ تربعه على عرش النجومية وجمهورية الكوميديا، كما يقولون، لم يكن عادل إمام أبدا متاحا للصحافة أو الإعلام، بل كان ضنينا وعزيزا فى الظهور ، وكان يصطفى من الصحفيين اسم أو اثنين للحديث لهم وإمدادهم بأخباره .
ومن النقيض إلى الآخر، من الاختفاء إلى الظهور المفرط بلا معنى، فلا عادل إمام يقول جديدا أو يحاوره أحدهم فى غير عظمته وقيمته، حتى صار ظهوره مرتبطا عند الكثيرين بالملل من الضيف والمضيف. حتى حين ظهر على مدى مرتين مع أشرف عبد الباقى وأحمد آدم فى قناة الحياة التى اعتبرتها انفراداً، ترقب الجمهور المرة الأولى ولكنهم انصرفوا فى الثانية.
وكأن عادل إمام الفنان الكبير فقد بوصلة الاتصال، وأفضل هذا التفسير عن تفاسير أخرى خبيثة تقول إن ظهور عادل إمام المتكرر تعبير عن رغبة البقاء تحت الضوء مهما كان الأمر. ويسوق أصحاب هذا التفسير قبول الفنان الكبير فكرة الأكاديمية الوهمية مع قناة مغمورة أردنية وتحول الأمر فى نهايته إلى فضيحة. ثم يسوقون أيضاً أن تمسكه بأجره السابق الكبير مع شركة جود نيوز دفعتهم لإنهاء التعاقد معه بعد خسارتهم فى فيلمه الأخير بوبوس، مما اضطره إلى أن يعلن أن فيلمه المزمع عمله فرقه ناجى عطا الله يحتاج لمبالغ طائلة لتنفيذه لذا سيحوله إلى مسلسل وكأن المسألة شراب يتم قلبه.
وأخيرا يظهر عادل إمام مع الزميل ياسر أيوب للمرة الثانية فى برنامج رياضى ليعلن خبر فنى ويحتفل بتعاقده مع الشركة العربية بفيلم آخر. متى كان عادل إمام يحتفل بأفلامه أمام كاميرات البرامج! كانت مؤتمرات صحفية ومحطات تلفزيونية من كل صوب وحدب تتابع ولكن صار الآمر مجرد برنامج واستوديو.
ومرة ثانية أؤكد أنى لست من هؤلاء الذين يرجعون تصرفات عادل إمام إلى حلول برد الشتاء على نجوميته، لأنى على اقتناع بأن النجومية مرتبطة بذكاء وبوصلة اتصال قادرة على التقييم الصحيح والبقاء بمعايير مختلفة عن البدايات.
عادل إمام، كما يبدو لى، فاقد لبصيرة الحكمة التى تقتدى من النجوم القبول بتغيرات الزمن والتى نجح فى قبولها قليل من نجومنا مثل فريد شوقى وكثير من نجوم هوليوود والعالم.
سمعت مثلا بأذنى جاك ينكلسون النجم الأسطورة يقول فى أحد البرامج، إن اسم توم كروز طبعاً يجب أن يسبقه، ورغم هذا ما زال نيكلسون هو الفنان العظيم.
التصالح مع الزمن والسير إلى جواره وليس أمامه هو ما ينقص النجم الكبير، الذى شاهدته مؤخرا كثيرا وهو يمثل إنه متصالح بينما للآسف هو فى حالة خصام شديدة مع الزمن.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة