عادل السنهورى

تحية للأصوات والأقلام المحترمة فى الكويت

الإثنين، 19 أبريل 2010 07:56 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أزمة ترحيل المصريين المؤيدين للدكتور محمد البرادعى من الكويت، كانت هناك أصوات وأقلام شريفة ومحترمة فى دولة الكويت تندد بما فعلته سلطات بلادهم، وتدافع عن حق المصريين فى إبداء رأيهم سلميا فيما يجرى فى بلادهم.

ونسينا فى خضم تفاعل الأزمة فى مصر أن نوجه لهذه الأصوات والأقلام التحية الواجبة على مواقفها من فئة مغتربة من حقها الدستورى والإنسانى أن تبدى رأيها فى أمور تهم مستقبل بلادها.

لقد ظلت الكويت دائما ومنذ تأسيسها بقعة ديمقراطية مضيئة فى منطقة الخليج أو فى باقى الدول العربية تتباين فيها الخريطة السياسية بالقوى الوطنية المختلفة سواء من القوى اليسارية أو اليمينية وظلت تجربتها الديمقراطية مصدر إزعاج وقلق لباقى دول المنطقة خوفا من انتشار تأثيرها عليها وانعكس ذلك برلمانها و صحافتها التى تتمتع بهامش لافت لحرية الرأى والنقد العلنى لكبار المسئولين هناك.

ولم يكن غريبا أن تدين الفعاليات المجتمعية وبعض الأقلام الصحفية ما قامت به السلطات الكويتية بترحيل مجموعة من أبناء الجالية المصرية، فقد دانت الجمعية الكويتية لمناهضة التمييز العنصرى التصرف، وأكد رئيس مجلس إدارة الجمعية فايز النشوان أن ما فعلته السلطات أمر يدعو إلى الريبة والاستغراب فى نفس الوقت، فالمجموعة كانت تمارس نوعا من أنواع التعبير عن الرأى الذى كفله الدستور الكويتي، ناهيك عن تعارض هذا القرار مع الاتفاقيات الدولية التى وقعتها واعتمدتها الكويت فى احترام الرأى وعدم التعسف فى استخدام السلطة وقمع الآراء.

ورأت الجمعية "بأن الأشقاء المصريين قد عبروا عن آرائهم وفق الأطر السلمية والمعقولة، وقد تم التعامل معهم بطريقة بوليسية قمعية دخيلة على المجتمع الكويتى" وطلبت من الجهات الأمنية الرجوع عن هذا القرار والسماح بعودة الأشقاء المصريين، فالكويت كانت وستبقى بلاد العرب واعتبرت الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان الإجراءات التى اتخذتها السلطات الأمنية الكويتية تجاه المصريين"تعسفية» وتتنافى مع أبسط المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان التى التزمت بها الكويت.

الشخصيات نيابية والسياسية والحقوقية فى الكويت أيضا أدانت بشدة الحكومة، بعد إبعاد 17 مقيمًا مصريًا وقالت إنّ ما جرى "إقحام للكويت بسباق انتخابى خارجى بل واصطفاف حكومى وتدخل مبكر وغير حيادى لصالح مرشح ضد آخر".

واتهم صلاح الغزالى رئيس جمعية الشفافية الكويتية، الإجراء الحكومى ملمحًا بأن الإجراء ما كان ليحدث لولا وجود "توصية ومراقبة من السفارة المصرية لكل ما جرى"، وتساءل الغزالى "ماذا سيكون رد فعل الحكومة يا ترى لو خرج هؤلاء المبعدون لتأييد مرشح الحزب الحاكم فى مصر هل كانوا سيبعدون؟" واعتبر الدكتور ساجد العبدلى المحلل السياسى أن التحرك الحكومى جاء ملبيا "لبعد سياسى بحت وليس أمنيا أو قانونيا".

ووصف الكاتب الكويتى حسن مصطفى الموسوى الإجراء بأنه "مهزلة وسبة بحق بلدنا" وتساءل "ثم ماذا لو اقترب موعد الانتخابات الرئاسية المصرية وأراد بعض المصريين إقامة تجمع خاص تأييداً للمرشح الذى يدعمونه- بمن فيهم الرئيس الحالى أو ابنه- فهل ستقوم الوزارة بالمنع؟ بل ماذا سيكون موقف الوزارة وأى حرج ستوقعنا فيه لو أن البرادعى انتخب رئيسا لمصر؟"

وختم مقاله الرائع قائلا" بما أن الوزارة قامت بتكميم الأفواه، ومع أن الانتخابات المصرية لا تمسنى مباشرة، فإنى سأقول عناداً مع وزارة الداخلية ونيابة عن المصريين المرحلين ومن يخاف ترحيله: نعم للبرادعى ولا للحزب الوطنى الحاكم!"

إن مواقف الفعاليات السياسية والمجتمعية الكويتية تستحق التقدير والاحترام وتثبت أن التجربة الديمقراطية فى الكويت مازالت بخير وعافية ومازالت تتشبث بقضايا عروبتها رغم كل الظروف التى مرت بها.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة