لا تسأل كثيرا عن حال مصر الآن، لا تتعب نفسك فى الجرى وراء الدراسات ومراكز البحوث الاجتماعية، لكى تعرف الوضع العام الذى نعيش فيه، فقط طرطأ ودانك وفتح عينيك مع هؤلاء السائرين فى شوارع حياتنا وركز مع تصريحات السادة المسؤلين والمثقفين وما يكتبه الصحفيون فى الجرائد والمجلات، ستأتيك الشتائم والألفاظ الخارجة من حيث لا تدرى، ستطاردك العبارات الخادشة للحياء والتصريحات المنتهكة للكرامة فى كل مكان.. إنهم الشتامون ياسيدى، يسيطرون على البلد الآن بثقافتهم، بإرهابهم الجديد، بعنفهم الذى يبدأ لفظيا ويتحول مع مرور الزمن إلى عنف لا يرضيه سوى الدم، تماما مثلما حدث مع إرهاب الجماعات الإسلامية بدأ بدعوة لفظية تكفيرية وسرعان ما تحول إلى قنابل موقوتة نرفع أشلاء أطفالنا بعد انفجارها، تماما مثلما حدث مع مروة الشربينى بدأ بلفظ متخلفة وانتهى بـ18 طعنة وسيل من الدماء لم يتوقف إلى حينما فارقت الحياة، وتماما مثلما يحدث كل يوم فى شوارعنا يبدأ بلفظ يابن الكلب وينتهى بمعركة تتسيدها الأسلحة التى كانت بيضاء قبل أن تنهش فى لحوم المارة.. إنهم الشتامون ياسيدى يفسدون فرحتنا بالمشى فى الشوارع.. هل تلاحظ أنك تخشى فسحة الكورنيش مع ابنتك وزوجتك خوفا من لفظ خادش للحياء يطير هنا أو هناك؟، حتى مباريات الكرة أصبحت نشاهدها مع الوضع التلفزيونى الصامت خوفا من أن تخترق شتائم الأب والأم آذان أطفالنا الصغار، حتى الفضائيات الدينية نخشى أن نقلب التليفزيون عليها بالصدفة حتى لا يتهمنا أحدهم بالكفر أو بالزنا لمجرد أننا شاهدنا نانسى عجرم تغنى فى التفلزيون، حتى الأغانى نفسها سيطروا عليها وأصبحنا نفلتر كلماتها قبل أن نقرر أن نسمعها مع أولادنا وبناتنا.. هذا بخلاف الخطب السياسية وتصريحات المسؤلين لم نعد نهوى الالتفات إليها خوفا من تصريح ينتقص من كرامتنا أو يتهمنا بعدم النضج.
إنهم الشتامون ياسيدى يزحفون على كل قطعة من حياتنا، استولوا على الشارع والتليفزيون والمساجد والأحزاب والمظاهرات وكراسى الحكومة، أجبروا كل المحترمين على الهرب، كل من كنا ننشد فيهم الأمل فروا بجلدهم خوفا من أن تلوث هجمات الشتامين تاريخهم أو حياتهم..لم يعد الآن سوى نحن وهم.. هم بقاموس طويل يستحدث دوما قنابل لفظية خادشة للحياء ونحن بآذان لا تملك سوى درع العفة الواقى.. فهل تنقذنا مقاومتنا منهم أم سنحتاج لقانون جديد كل مهمته ردع الشتامين فى مصر..؟!
وللشتائم قاموس قائم بحد ذاته وهو مقسم إلى ثلاثة أقسام: أولها الشتائم، وثانيها السباب وثالثها اللعان، والشتيمة هى دائماً أقل جرحاً للكرامة، أما السبب فهو أكثر إيلافاً، واللعان يتناول الوالدين والأهل والدين.، خاصة أن القانون لايعاقب السب والشتم بنفس القوى التى يواجه بها جرائم الاعتداء البدنى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة