صوت العقل غير مطلوب، خرج ولم يعد ، العقل موجود عند بائع المخ والكبدة ،وإن تصادف وجاء فى زيارة مفاجئة لا أحد يسمع أو يفكر أن يسمع .. عليك أن تكون غوغائياً ،تطجن مثل اللمبى أو تتهته مثل أخينا "بتقول إيه ما بقولش حاجة" أو تشوح بصوت عالى مثل إبراهيم الأبيض فى عزبة الوالدة (لو كنت عابراً إلى حلوان حاول تشوف طريق تانى غير الكورنيش بعد الواحدة صباحاً).
لماذا هذه المقدمة؟
لأن الأصوات الزملكاوية وبعضها احترمها وأقدرها اكتشفت بعد فوات الأوان أن بركات سرق فرصتهم بالهدف الثالث القاتل فى مباراة القمة، وبدلا من التفكير فى أخطاء الدفاع الزملكاوى الساذجة التى تسببت فى ضياع فوز مستحق كان فى متناول الأيدى البيضاء، أصبح محمد بركات هو الشماعة التى يجب أن تعاقب أو حتى تذبح على أعتاب ميت عقبة حتى يستريح عمرو الصفتى وأحمد غانم سلطان والتوأم بالمرة! القضية تحولت من عجز الزمالك عن الفوز وهو فى أحسن حالاته على الأهلى وهو فى أسوأ حالاته ، إلى أزمة "صباع بركات" التى لم يره أحد!
لماذا هذه المقدمة؟
لأن أصوات التعصب غير المعقولة رأت فى دعوتى أمس إلى تحكيم العقل بين زكريا بطرس ومحمد الزغبى وعدم التهجم على عقائد الآخرين على شاشات الفضائيات حفاظاً على العيش المشترك ، رأت فى ذلك موقفاً يستحق الهجوم وطرح تساؤلات من قبيل لماذا نتحدث عن الهجوم على عقائد الآخرين الآن؟ بعدما ظهر من يرد على زكريا بطرس؟
قارئ آخر يتندر على مبدأ "العيش المشترك" ويراه مصطلحاً لا وجود له، وأقول لهذا القارئ العزيز ، المبدأ موجود وقائم وغالب ، حتى لو خرج عليه بعض المتعصبين الطارئين ،مثلما القانون موجود وقائم وغالب حتى لو خرج عليه اللصوص وقطاع الطرق ونهابوا الثروات والمهربون وأصحاب دعوات إطلاق الرصاص على المتظاهرين وسماسرة سرقة الأعضاء البشرية
دعنى أسألك ، فى أى صف تختار أن تكون ، فى صف من يدافعون عن القانون أم تنحاز للخارجين عليه.. تسرق مع السارقين وتنهب مع الناهبين وتطلق الرصاص على المتظاهرين وتتاجر فى أعضاء الفقراء؟ عليك أن تحدد إنحيازك وأن تدافع عنه ، حتى لو كنت أخر المدافعين، فكلنا زائلون والمبدأ باق.
إذا كان عقاب بركات هو العلاج من وجهة نظر إدارة وجماهير الزمالك فالزمالك لن يعود أبداً، وإذا كنا نطبق القانون والمبادئ فعلينا الالتزام بالمعايير، وتقارير حكم المباراة ومراقبها أو تشكيل لجنة تراجع فيديو المباراة بالكامل وتعاقب كل من خرج عن النص وأنا أول المطالبين بذلك.
وإذا كان الحل فى نظر المتعصبين هو فتح المجال واسعاً للهجوم على العقائد من قبل الجاهلين والأدعياء وأصحاب المصالح والمدفوعين وفق أجندات تدميرية، فالسلام على هذا الوطن الذى يتعامل معه البعض مثل بيت الأب المتهالك يخطف منه قالبا قبل ان يتهاوى، دون أن يدرى أن البيت لوتهاوى ،سيتهاوى على رأسه ويقضى عليه
وأسأل كل واحد من الزملاء والأصدقاء المتعصبين من أنصار تقطيع الهدوم والطعن على العقائد على غرار الألتراس الرياضى مشعلى زجاجات البيروسول ومطلقى الشماريخ، ما نتيجة "التقطيع" والطعن فى عقائد الآخرين؟ هل بذلك تحمى عقيدتك؟ هل تدافع عنها؟ أنت تخفى ضعف إيمانك بعقيدتك وتخشى من الاهتزاز أمام افتراءات الآخرين.. انظر فى نفسك ، فى إيمانك ، فى عقيدتك واستمد منها القوة ، لا للشجار والتطاول ولكن كى تتطابق حياتك وأفعالك مع ما تؤمن به حقاً، وإذا وصلت لذلك فلن يضيرك افتراءات الآخرين ولا هجومهم ولن تكون فى حاجة إلى شتم المختلفين معك لمجرد أنهم ليسوا مثلك!
أخيراً، ومن خلال تصريحات الأصدقاء الزملكاوية بعد مباراة القمة، أعتقد أن اللقاء المقبل فى كأس مصر بين الأهلى والزمالك لن يكون أبيض، سيكون أحمر بخطين بيض!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة