يخطئ من يقرأ الصورة اللى جمعت الحسامين البدرى وحسن، على أنها مجرد ذكرى لمباراة قمة.. طبعا لأنها تحتاج إعادة قراءة.. أو رؤية جديدة لواقع اتنين مدربين مسؤولين عن الأهلى والزمالك، لكل منهما «حزمة» منافع عادلة.
الصوره صحيح طلعت حلوة.. بس كمان اتكلمت وقالت كتير.. كتير.. كتير حاجات يصعب على أى حد ولو كان من المتابعين والعالمين ببواطن الأمور.. والقريبين من مصادر الأحداث، وكل هذه الأوصاف اللى بتستعمل علشان تصدقنا عزيزى القارئ أن يفهمها، لأننا مانقدرش بحكم قسم المهنة وشرف العمل فى بلاط صاحبة الجلالة نكشف مصادرنا.
صحيح إعادة قراءة الصورة مافيش فيها جانب معلوماتى. لكنها مليانة جوانب تحليلية!
حسام البدرى عمل كل اللى يقدر عليه من وجهة نظره طبعا، غير بعض اللاعبين، وخلع بدون إذن منه فلافيو.. وبإذن منه حسين ياسر محمدى.. إصابة لجيلبرتو.. وأخرى لأبوتريكة، غياب متقطع لمعوض.. وآخرين، لكن البدرى كان عارف إن مقاليد الأمور الحمراء استقرت فى إيده علشان يصبح من أهل الدار، بمعنى إنهم طلبوا منه اختصار واقتصاد المصاريف الحمراء فى «أعوام الرمادة المادية»، علشان كده ماكنش فيه صفقات سوبر.. ولا حتى نصف سوبر، وكان عليه أن يدبر البيت ويدير الأسرة الحمراء بالموجود. أو فضلة خير العم جوزيه!
لأن البدرى عارف كويس قوى خالص إن الاستمرار أو سنة ثانية قيادة فنية للأهلى أمر شبه مستحيل، بدأ يفكر ويعصر كل أفكاره فى كيفية البقاء على القمة.. طلبا للخروج الآمن من قلعة الجزيرة، ومعه سيرة ذاتية تدخل به عالم الدرع الأحمر كمواطن، وهى لم تتحقق لمواطنين كثر تولوا الإدارة الفنية للأهلى بالطبع.
البدرى يسعى بكل تأكيد للفوز بمناقصة كبرى فى تجربة أخرى يستحقها، ما قدمه مع الأهلى يرفع كثيرا من أسهمه كمدير فنى مصرى محترف، ويجعله دائم التواجد فى التغطيات الحصرية والمفتوحة والمشفرة لمباريات القمة التى تصنع دائما نجوما.. وتعصف غالبا بآخرين.
نصف الصورة التانى.. حسام حسن صاحب الألقاب العديدة لاعبا، والفكر الجديد الحديدى مدربا شاف فى «التيرم» الثانى للقمة مالم تقع عليه عينه فى «التيرم» الأول.. أو مباراة الدور الأول.. فماذا رأى؟!
عميد الكرة المصرية.. شاف خير اللهم اجعله خير.. ناس لابسة أبيض فى أبيض.. وناس تانية لابسة أحمر فى أحمر مبهورين باللى بيقدمه.. سواء فى ظل هتاف حميمى أبيض.. أو هجوم مبرر أحمر!
العميد.. حسبها على الأقل من - وجهة نظرى - حسبة تانية خالص.. طب إزاى؟!
نقول لكم.. حسام حسن أغمص عينيه فى استراحة شوطى القمة، وتخيل أنه يقود الأهلى، بدون كل ما ينقص الزمالك، سواء إداريا حيث الدعم الدائم لمن يتولى أمر الفرقة الحمراء.. أو تلبية طلباته حتى لو كانت لاعبا يشبه لبن العصفور!
كمان شاف جماهير تحرك الصخر.. وتجعل من الصقر شابا ومن الشبان نجوما، يعنى سر الخلطة.. أيوه خلطة النجاح، اللى جربها لاعبا موجودة بالكامل فى القلعة الحمراء.. فماذا يبقى؟!
يبقى أن حسام يقدم نفسه مجددا مع الزمالك، ويسعى حثيثا للاقتراب من الرغبات الحمراء المكتومة التى تتمنى لو كانت علاقة العميد وناديه الأصلى بدون مشاكل، لأنه بالفعل إضافة.. فهو يملك «كاريزما» بطل الحواديت عند الجماهير.. وملكة قيادة الجيوش الكروية، وتحويل صغار الجنود، لمحاربين أشداء.. هكذا رأت الجماهير الحمراء.. حتى لو لم تعلن.
عشان كده.. وكده ده يعنى حلم حسام.. أو الرغبة التى اجتاحت أحلامه ويقظته، فى أن تمر ربما بضع سنين، تكون كفيلة بغلق ملف عدم الرضا الأحمر الرسمى على العميد مع جيل قادم.. وفى ظل ما يمكن أن يحققه حسام مدربا مع الأبيض، وهو ما أظن أنه سيركز عليه جيدا.
العميد سيعول كثيرا على المعادلة الاحترافية.. والعرض والطلب على المدراء المواطنين.. وأيضا عامل الزمن.. ونعمة النسيان التى تعيش بها الكرة المصرية.
فعلا.. الصورة فى القمة 105.. لم تفصح.. لكن ألمحت إلى أن الحلم الأحمر سيراود العميد.. والسيرة الذاتية ستدفع بالبدرى إلى مزاحمة الكبار فى عالم إدارات الفرق ذات العيار الثقيل.. وإنا ها هنا لمنتظرووووووووووون.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة