مدحت حسن

سينا رجعت كاملة لينا

الخميس، 22 أبريل 2010 07:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد ثلاثة أيام تحل علينا الذكرى الـ28 لتحرير سيناء، 25 إبريل عام 1982، كان بالتأكيد يوما مجيدا فى التاريخ المصرى الحديث، لأنه اليوم الذى شهد العالم فيه فعليا نتائج انتصارنا العظيم فى حرب أكتوبر، وبعد وهج الاحتفالات فى السنوات الأولى من جلاء القوات الإسرائيلية لم يعد أحد يتذكر سيناء إلا عند الاحتفال بهذه الذكرى السنوية، ويجلس كل منا ليخطط لكيفية قضاء إجازة هذا اليوم، وهل سيأتى ملاصقا لإجازة أخرى، وأصبحنا نختزل واحدا من أهم الأيام المصرية فى يوم إجازة وإعادة سماع أغنيات شادية وفايزة أحمد اللاتى غنوها عن سيناء.
السؤال الذى ينبغى أن نسأله لنا جميعا حكاما ومحكومين هل كنا نحارب عسكريا ودبلوماسيا لتبقى سيناء بهذا الوضع مهجورة إلا من تجمعات محدودة يغلب عليها الطابع السياحى ولم تحقق أى تحول حقيقى فى خريطة توزيع السكان فى مصر، وقد كان هذا هو الهدف المعلن فى كل برامج التنمية منذ استقلال سيناء، وبالرغم من كل المشاريع البطيئة التى تجرى لمحاولة ربط سيناء بالضفة الأخرى من القناة فإن الجميع ما زال يتعامل مع سيناء وكأنها جزء من بلد آخر أو كأن من يذهب إليها هو موفد فى مهمة مؤقتة، أتمنى أن نستغل هذه الذكرى هذا العام لنقف ونسأل أنفسنا فعلا لماذا لم نستفد من سيناء حتى الآن، بالرغم من عشرات الدراسات التى عكف عليها العلماء والباحثون وأهل التخصص.

لماذا لم يصبح عدد سكان سيناء عدة ملايين بدلا من أن يكونوا عدة آلاف، لماذا لم تتحول سيناء لمنطقة اقتصادية جاذبة للعالم، وماذا ينقصها لتصبح مثل دبى، لماذا تأخر إقامة خط سكة حديد يربط سيناء بالضفة الأخرى ويربط مدن سيناء معا، أسئلة كثيرة تجول فى خاطرى كلما مررت بسيناء وأنا أشاهد اللون الأصفر يكسو أغلب أراضيها، ودائما كنت أسأل نفسى إذا كنا لا نقدر قيمة هذه الأرض الطيبة فلماذا حاربنا من أجلها، وقضت أجيال من بيننا أجمل سنوات عمرها تنتظر تحريرها، أعتقد أننا حتى لو كنا تأخرنا فيجب أن ننطلق الآن وتصبح سيناء هى مشروعنا الأول، ولا نكتفى بأن تكون كل علاقتنا بها أن نغنى كل عام "سينا رجعت كاملة لينا".

* كاتب صحفى بالأهرام.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة