يحب الإنسان أن يعيد اجترار أو تذكر واقعة ما أو فرد ما أو حدث ما ليحيى ذكراه أو ذكراها فى خياله أو فى قلبه أو فى واقعه الحياتى، قد يحدث هذا على المستوى الفردى أو الأسرى أو الاجتماعى لتمجيد أو لتجديد أو لأحياء بعض الأشياء المرتبطة أو المتصلة بالقلب أو بالعاطفة الفردية أو الجماعية للمجتمع.
ونحن نرى هذا ونشارك فيه، فى الأعياد القومية مثل الاحتفالات بالانتصار فى الحروب وصد الغزوات وأيضاً فى أعياد الجلوس عند الملوك والأمراء، ولم يقل أحد أن إطلاق الصواريخ أو عزف الفرق الموسيقية النحاسية بدعة ويجب منعها، أو أن هذا مناف للأخلاق والمثل العليا.
وهذا ينطبق على الموالد التى تقام عندنا فى جميع أنحاء مصر لإحياء ذكرى أولياء الله الصالحين، فهم قدوة صالحة للمعاصرين وللأجيال القادمة فكل واحد من هؤلاء سار على السنة الشريفة وعمل بكل ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأضاء الله سبحانه وتعالى باطنه بالأنوار وبالكمالات فربى تلاميذ فأصبحوا رجالاً صالحين حملوا مشاعل الأنوار إلى الكثير من بقاع الأرض وأحيوا قلوبا كانت ميتة. لقد قام هؤلاء الرجال بكل هذا فى ظروف صعبة، بل أكثر من صعبة، فالمياه شحيحة والكهرباء غائبة والموصلات كلها تتم بالدواب، فلا طائرة ولا سياره ولا سفن كالجبال تصارع الأمواج. ولكن الله ورسوله كانا أحب لهم من أنفسهم وأرواحهم.
قد لا يعلم بعض الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحتفل بيوم مولده ففى يوم سأله أحد الصحابة لماذا يصوم يوم الاثنين، فقال سيد الخلق صلى الله عليه وسلم إنه يحتفى بهذا اليوم: «لأنه يوم ولدت فيه ويوم بعثت فيه ويوم أموت فيه» فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتفل بيوم مولده فلماذا لا نحتفل نحن به؟
نقطة نظام
من الأمور العجيبة أن المرور يتركز فى مناطق دون مناطق، ففى مناطق مثل المهندسين والدقى ومصر الجديدة، الرعاية المرورية تتجلى فى أحسن حالاتها وبها تخمة من رجال المرور ورجال الشرطة، أما فى مناطق كحلمية الزيتون والزيتون والنعام والكابلات وعين شمس ففيها قحط مرورى ومجاعة فى الإشارات الضوئية. فكل التقاطعات بلا إشارات ضوئية وبلا رجال مرور، هل يتصور أحد أن إنسانا يركب أو يسير من التحرير إلى عين النعام مساءً ولا يقابل رجل شرطة واحد. وأنا لن أذكر الناس بما كان عليه الحال زمان، وماذا كان يفعل عسكرى الدورية ليحمى المواطن الغلبان.