فى زيارته المفاجئة لبيروت، قال وزير الخارجية المصرى، أحمد أبو الغيط، كلاما مهما، أبرزه وصفه لقصة تهريب سوريا لصواريخ سكود إلى حزب الله بأنها كذبة كبرى ولا معنى لها، وقال إنه جاء إلى بيروت للتعبير عن دعم لبنان فى ظروف حساسة، وأهم ما قاله أبو الغيط فى الإجابة على سؤال حول ما إذا كان يحمل رسالة من إسرائيل:"لا أحمل أى رسائل إلى شقيقة عربية من طرف عدو".
تحدث أبو الغيط بنظرة مصرية طبيعية نحو إسرائيل بوصفه لها أنها عدو، حتى لو نفى ذلك لزوم الدبلوماسية، وقال إنه جاء إلى لبنان لعقد لقاءات مع جميع القيادات اللبنانية، وهنا تأتى الأهمية، ففى السنوات الأخيرة حصرت مصر تحركاتها فى التوجه نحو فريق 14 آذار، بزعامة رفيق الحريرى، وهو الفريق الذى ناصب سوريا العداء حتى تفكك بعودة الدفء بين دمشق وأهم أركان هذا الفريق وهما رفيق الحريرى ووليد جنبلاط.
فى مقابل انحياز الدبلوماسية المصرية لفريق 14 آذار، كانت تتجاهل فريق المعارضة الذى يضم حسن نصر الله ونبيه برى وميشيل عون، وأدى هذا التجاهل إلى اتهام مصر بانحيازها إلى الفريق الذى يناصب سوريا العداء، وفى الإجمال تدهورت العلاقات، ليس بين مصر وفريق 14 آذار وفقط، وإنما مع سوريا.
القراءة السريعة السابقة التى وضعت مصر فى غير موضعها التاريخى بالنسبة للبنان، آن الآون أن تعى الدبلوماسية المصرية ضرورة الانفتاح الكامل منها على كل أطياف المجتمع اللبنانى، وأن تبعث النشاط فى جسد التواصل مع القوى التى خاصمتها فى الفترة الماضية، وفى مقدمتها حزب الله، والعماد ميشيل عون، ونبيه برى وكافة القوى الوطنية اللبنانية التى تتمسك بعروبة لبنان وتدافع عنها ودفعت ثمنا غاليا من أجل ذلك.
التحرك المصرى فى قراءته الأولى، يبدو متزامنا مع الكلام الدائر الآن عن قرب عودة الدفء للعلاقات المصرية السورية، ويبدو أنه أيضا متزامنا مع فهم سائد الآن بين أطراف عربية عديدة بأن لا جديد فى مسيرة السلام مع إسرائيل، وطالما الأمر كذلك، فالأجدر أن لا تتواصل برودة العلاقات بين الأطراف العربية المسالمة منها مع إسرائيل والمعادية لها.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة