أحمد حسن الشرقاوى

"نسوان الزعيم".. بين "صمت مريب" و"اعتذار قريب"!!

الإثنين، 26 أبريل 2010 07:40 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أولا، قبل أن يصدمك العنوان، لابد أن تعلم أن "نسوان" كلمة فصيحة فى اللغة العربية، النسوان الصعايدة وفى ريف مصر الواحدة منهم بمائة رجل.. هذه حقيقة معروفة ولكنها تحتاج لبرهان بعد التصريحات الأخيرة للفنان عادل إمام.

فقد أتحفنا الزعيم، عادل إمام، مؤخرا بحوار مطول، نشر فى جريدة، "الأخبار" المصرية القاهرية على 3 صفحات على مدار 3 أيام متتابعة تحدث فيها عن أشياء كثيرة أبرزها إجابته عن سؤال: هل تقبل أن تعمل ابنتك فى المجال الفنى وفى التمثيل بالتحديد؟ وبدون تفكير رد "الزعيم": ما عندناش ستات تشتغل فى الفن!! وزاد الطين بلة فقال: أنا لا أقبل إن بنتى تتباس زى أنا ما باعمل فى أفلامى!!.

وطبعا من حقه أن يرفض إن "بنته تتباس" ولكن ليس من حقه أن يقبل على زميلاته مايرفضه لبنته!! لأن هذا ببساطة تحقير من شأنهن وانتهاك لكرامة المرأة بصفة عامة.
وهنا فإننا لن نناقش موضوع "البوس" فى حد ذاته، وشيزوفرينيا الفنان الذى يقبله لنفسه وأبنائه الذكور، فى التمثيل طبعا مع بنات الناس الآخرين ويرفضه لابنته!
إننى فقط أتناول التصريح من زاوية الاحتقار الذى أبداه الزعيم لزميلاته اللائى شاركنه رحلة العمل والكفاح منذ نعومة أظفاره..
أولا: لأنه يتعالى على هؤلاء الزميلات ولا يعتبرهن يستحقن الانضمام لأفراد أسرته، وإلا لكان رفضه لهن ما يرفضه لبناته، أو أنه يعتبر أهلهن أقل فى التزامهم منه، لأنهم يقبلوا أن بناتهم تعمل فى الفن معه، وهو هنا يتناقض مع نفسه بشكل صارخ، ويعكس ازدواجية غير عادية.
عادل إمام "المستنير" الذى يكافح الإرهاب والظلام والانغلاق ينكفء على نفسه فى هذا التصريح غير الموفق وغير المسئول.

"الزعيم" خذل جمهوره الذى أحبه وآمن به وخاض معه معاركه فى الحرية والتنوير، حينما تحدث عن المرأة عموما، والفنانة خصوصا بلسان أعضاء تنظيم القاعدة ومقاتلى "تورا بورا" وأنصار" التكفير والهجرة".

عادل إمام خان مبادئه- المعلنة على الأقل- بإظهار احتقار غير مسبوق للنساء ولزميلاته فى الوسط الفنى، فقد أهدر- بعبارة واحدة- تاريخ نجمات كبيرات شاركوه فى أعماله منهن على سبيل المثال، وليس الحصر،: شادية وسعاد حسنى وميرفت أمين ولبلبة ويسرا وإلهام شاهين وسوسن بدر وشيرين ودلال عبد العزيز وزيزى مصطفى وسهير زكى ومشيرة إسماعيل وعايدة رياض.

كما أنه اتهم ضمنيا نجمات صغيرات السن بأنهن لا يمكن أن يكن فى مكانة ابنته، لأنه رضى لهن ما أنكره عليها، ومن بين هؤلاء الممثلات اللاتى شاركنه أعماله مؤخرا هند صبرى وحلا شيحة وداليا البحيرى ونيكول سابا وغيرهن كثيرات.

كل هؤلاء يفعلن أشياء لا يرضى عادل إمام أن تقوم ابنته بها، وكل جريمتهن أنهن يعملن فى مهنة"سيئة السمعة" يزعم إمام أنه زعيمها ولكنه يساهم فى تشويه سمعتها ويحط من شأن وقدر العاملين والعاملات فيها بمثل هذه التصريحات!!

هل يعلم عادل إمام مدى الضرر الذى سببته تلك التصريحات لصورة الفن والفنانين فى مصر؟ هل يعلم مدى تأثير تصريحاته تلك على المواطن البسيط والرأى العام؟!
ألم يفكر "الزعيم"- ولو للحظة- أن هناك ممثلات محترمات قديرات حققن أنفسهن بجهدهن وعملهن وأخلاقهن، وهل تخيل حجم ومدى الألم النفسى الذى سببه لهذه الفئة من الفنانات جراء هذا التصريح غير المسئول.

مالا يعلمه الزعيم "المثقف" صاحب الرأى والرؤية لإصلاح أحوال الوطن، إن الكثيرين من العامة فى مصر ينظرون للمرأة عموما نظرة سلبية كما ينظرون للفنانات خصوصا بنظرة أكثر سلبية، وهو توجه عام تحاول الحكومة والنخبة المثقفة أن تتصدى له وتتعامل معه.
وعادل إمام بتصريح واحد هدم سنوات من العمل والجهد الشاق من جانب الجمعيات النسائية والأهلية والحكومات المتعاقبة لتحسين صورة المرأة.

عادل إمام أهدر جهود عشرات النساء والرجال الذين أفنوا حياتهم فى مجال التوعية بحقوق المرأة ودورها فى المجتمع، وأظهر انغلاقا لا يمكن أن يصدر سوى عن شيوخ التكفير وزعماء القاعدة وحركة طالبان فى أفغانستان، وليس فى مصر بلد العلم والحضارة التى تمتعت فيها المرأة فى الماضى بكافة الحقوق بما فيها حقها فى حكم البلاد!!

لقد صدقنا عادل إمام عندما كان يتصدى- مع زميلاته المحترمات- لشيوخ التكفير والإرهاب بالفن الراقى المسئول، ولكننا اكتشفنا أن عادل يتخلى عن مسئولية الفن ويدغدغ مشاعر العامة والغوغاء والجهلاء وأصحاب الفكر المتطرف بتصريح "غير مسئول"، وسمعت أن الزوجة الشابة التى طلقها زوجها بعد تصريحات عادل إمام الأخيرة تحدثت إلى نقيب السينمائيين، مسعد فودة، وتقوم حاليا بالاشتراك مع عدد من الجمعيات النسائية التى تدافع عن حقوق المرأة بتجهيز ملف لإقامة دعوى قضائية ضد عادل إمام لمطالبته بالاعتذار لفنانات ونساء مصر جميعا.

الأهم من اعتذار الزعيم الذى يراه البعض مستحيلا وأراه ممكنا وقريبا هو تفسير ذلك الصمت "المريب" من الفنانات اللاتى عملن مع عادل إمام مثل يسرا ولبلبة( والدتها توفيت مؤخرا وهى فى حالة نفسية سيئة حاليا) وشيرين وغيرهن.

لماذا هذا الصمت على تلك الإساءة الشديدة التى وجهت إليكن؟ هل تخشون سطوة ونفوذ الزعيم وأفراد أسرته وأبنائه- الذين يعملون بالفن لأنهم ذكور ويعملوا ما يحلو لهم، أما الستات فلا عمل فى الفن ولا خروج من البيت، البنت الوحيدة لعادل إمام حماها من قيادات الإخوان المسلمين ويبدو أن الزعيم ساعتها وفى لحظة صفا فى المنصورية تحدث بلسان نسيبه!! كما يقول البعض.

أما ما يقوله الزملاء فى نقابة السينمائيين، فإنهم يتندرون على الممثلة الكبيرة التى شاركت عادل إمام فى العديد من الأفلام، والتى عبرت عن استيائها الشديد من تصريحاته الأخيرة، بل إنها أبدت تأييدها- فى اتصال هاتفى- لفكرة اللجوء للقضاء، وعندما طلب منها مشاركة زميلاتها فى اتخاذ إجراء عملى وتوكيل محام يتولى رفع القضية، طلبت مهلة للتفكير، ثم أغلقت تليفونها ولم تعد ترد!!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة