طالما أن الحمير دخلت المعادلة الاقتصادية والاجتماعية وأصبحت جزءا من منظومة الجدل العام، فقد صارت ضمن حالة التراتبية السياسية المرتبطة بالحراك، ولانقصد بالحراك حالة الرفس الاستحمارى المنتشرة فى البرلمان، ودعاوى قتل المتظاهرين والكبس فوق أنفاس المحتجين. فقد أثبت البرلمان أنه يرفض الرفس ويدعم حرية النهيق فى الشارع والتوك شو. بينما يصر على استمرار قانون الطوارئ متذرعا بأنه لم يستخدم فى منع نهيق ولا مصادرة رأى. وفى هذا عملية استحمار كبرى تطل برأسها لتواصل التعامل مع المواطنين بطريقة استحمارية.
ولا يمكن تجاهل وجود علاقة بين محاولات الحكومة الدائمة لاستحمار المواطن بالحديث عن نسبة النمو المرتفعة، والادعاء بأن امتلاك موبايل أو كارت شحن سبب للسعادة، ودليل على نجاح حكومة الدكتور نظيف فى علاج الاقتصاد والاجتماع والتربية الوطنية. وليس ذنب الحمير أن نظريات الدكتور نظيف لاتصل إلى العشوائيات والمستشفيات. بالرغم من اعتقاد لدى الحكومة الإلكترونية بأن الحصاوى يفترض أن يتقبل نسبة نموها دون أى اعتراض.
لكن الاعتراض يأتى من الحمير التى تجد نفسها مذبوحة تباع فى محلات الجزارة بينما الفضل ينسب للبقر والجاموس، فإذا كانت نسبة النمو كما يزعم الدكتور نظيف فسوف تجد الحمير نفسها فى مأمن، وهو ما لا يحدث. بما ينفى عمليان نسبة النمو الحكومية ويعتبرها مجرد استحمار، من قبل الدكتور نظيف والدكتور عثمان والدكتور يوسف والدكتور حاتم وحكومة الدكاترة التى تجاوزت إنجازاتها البنى آدمين ووصلت للحمير الذين يكادوا ينهقوا مما يجرى حولهم.
الحمير ليسوا مسئولين عن الجمود السياسى ولا الفساد الاقتصادى، ولم يتورطوا فى الدعوة لرفس المتظاهرين والمحتجين، والحمار يتأثر بنهيق زملائه، ويتعاطف معهم ولو حدث وكان الحمار وزيرا ما ترك أبناء جلدته يعانون على أرصفة برلمان حمارستان، ولم يتورط حمار فى بيع زريبة والحصول على سمسرة كمية من البرسيم ، ولا يوجد حمار يرأس لجنة الخطة والعلف وهو يحتكر إنتاج البرسيم. ولم يتورط حمار فى تسميم طعام زملائه الحمير ولم يشفع لهم كل هذا وأصبحوا يدفعون ثمن سياسات الهيكلة والخصخصة والسمسرة، وحتى المجمعات الانتخابية، فقد شهدات ذكرا للحمير، حيث اتهم مرشحون بعضهم بأنهم حمير، مع أن الحمير بريئة من الأمر كله ولا علاقة لها بصراعات المنهقين والرافسين والمتمرغين فى نعيم الحزب الوطنى وفكره الاستحمارى الجديد.
وبفضل المجمعات الانتخابية للحزب الوطنى، وقرب موعد انتخابات التجديد النصفى لمجلس الشورى، تزايدت ظاهرة الحمورية بشكل كبير، تجاوز النسب المسموح بها عالميا. ربما لأن عددا كبيرا من المتنافسين تناولوا جرعات أكثر من اللازم من لحوم الحمير وربما القطط ولهذا تنتابهم حالات من النونوة أو النهيق عند الدخول فى مناظرات. وهو مايعرف بالحماروقراطية، التى تجمع بين فكر جديد، ومقررات مؤتمرات الحزب. بتأثيرات الفرجة على بيانات الحكومة وجلسات البرلمان أو ليصبح الاختلاف نهيقا ورفسا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة