بعد يومين فقط من قيام اتحاد عمال مصر بإصدار بيان هاجم فيه الدكتور محمد البرادعى، واستخدم فى هجومه توصيفات بالغة السوء ضد الرجل، دخل نائب رئيس جامعة الأزهر فرع جامعة أسيوط سباق الهجوم من نفس القاموس الذى استخدمه اتحاد العمال.
قال نائب رئيس جامعة الأزهر فى تصريحات خاصة لجريدة الجمهورية فى عددها الصادر أمس الأحد، إن الدكتور البرادعى يزدرى الأديان ويسخر من شعائرها، وإن تصريحات البرادعى الأخيرة لإحدى الصحف جاء فيها كلام يسخر ويستهزئ من الحجاب مما يعنى انفصاله تماما عن قيم مجتمعنا، وأضاف أنه لا يمكن للمصريين أن يثقوا فى شخص يزدرى شعائرهم ويسخر من قيمهم وثقافتهم.
المفارقة فى هذا الهجوم أنه جاء بعد يومين من قيام البرادعى بتأدية صلاة الجمعة مرتين متتاليتين، الأولى فى مسجد الحسين بالقاهرة، والثانية بمسجد صغير فى المنصورة، بما يعنى أن الرجل يؤدى شعائر صلاة دينه الإسلامى التى هى عماد الدين ومن هدمها هدم الدين، فهل شق نائب جامعة الأزهر قلب البرادعى حتى يعرف منه أن صلاته مجرد شكل وأنه يسخر من شعائر دينه.
تسىء مثل هذه الانتقادات قائليها، وتسىء الذين يستخدمونها، فاستخدام الدين فى الخلافات السياسية من شأنه أن يجر بلاوى كثيرة، خاصة أن هناك من رجال الدين أيضا من لديه القدرة فى الرد على ما قاله نائب رئيس جامعة الأزهر ورفع الرجل إلى مراتب عليا فى فهم الدين، كما أن خبرة الماضى تقول إن الدعاة الرسميين لم ينجحوا مثلا عبر منابر المساجد فى مواجهة التطرف الذى ساد مصر فى الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى وراح ضحيته الكثير.
لعبة استخدام الدين فى السياسة هى لعبة أضرارها خطيرة، وقد تعود بالنفع فى المدى القصير على من يستخدمها، لكنها تكون كالعفريت الذى يعجز من استحضره عن صرفه، وإذا كانت مصر والمنطقة العربية قد شربت من كأس التطرف لأسباب كثيرة من بينها استخدام السلطات الخاطئ للدين، فالأجدى أن نستفيد من تجارب الماضى حتى لا نكون مثل الببغاوات التى تردد ما يقوله صاحبها دون فهم.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة