من دون كل الأزمات استأثرت أزمة الحشيش بالنصيب الوافر من مناقشات الناس فى الشوارع وعلى المقاهى وفى الكافيهات والمكاتب.. لماذ اختفى الحشيش؟
ومع أن لدينا قضايا التغيير والحراك السياسى فى الشارع، ودعاوى تغيير الدستور، ومحفزات الدكتور محمد البرادعى، وقضية الأجور وتظاهرات واحتجاجات موظفين وعمال ومعاقين، لدينا أيضا قضية ارتفاع أسعار اللحوم وتوابعها، بعد اقتراب سعر كيلو اللحم من سعر نصف جرام ذهب مع توقعات وزارية بأن يصل إلى 200 جنيه. لدينا أزمة التعليم المفاجئة، وضبطيات الوزير أحمد زكى بدر على المدارس.
هناك أيضا أموال التأمينات الاجتماعية التى استولى عليها وزير المالية بتواطؤ البرلمان ودعم رئيس خطة وموازنة الحزب، وأزمة وقف العلاج على نفقة الدولة بعد تفجر فضائح النواب الذين استخرجوا قرارات لموتى.
كل هذه القضايا تبدو بلا حل واضح، بينما قضية الحشيش فرضت نفسها على المناقشات، وأصبح اختفاء الحشيش هو الموضوع الرئيسى لأى نميمة، أو جلسة أو منتدى. وفرضت قضية الحشيش نفسها على وسائل الإعلام والصحف التى تساءلت عن أسباب اختفاء الحشيش وارتفاع أسعاره بشكل مفاجئ ونتائج الأزمة. وشكل البعض على الفيس بوك «رابطة محبى الحشيش فى مصر»، وظهر من يطالب بوزارة للحشيش، استنادا إلى أنه أقل خطرا من البانجو والأقراص والأفيون والكوكايين والهيروين، رابطين بين الحشيش والزمن الجميل، والفرق بين زمن الحشيش وزمن البانجو، وهو الفرق بين زمن أم كلثوم وزمن سعد الصغير.
ومن المقاهى والغيطان إلى الشوارع والإنترنت، الكل يسأل عن أسباب ارتفاع سعر قرش الحشيش ليصل إلى 150 جنيها، وأحيانا 200 جنيه لبعض الأنواع، وعلى أحد المنتديات كان أحدهم يصرخ عمن له مصلحة فى أزمة الحشيش، وتساءل: «مش كفاية أزمات العيش والسولار واللحمة عاوزين يحرمونا من الحشيش؟».
أصحاب التفسيرات السياسية قالوا: إن وراء شح الحشيش غضبا رسميا على الحشاشين. وأنصار نظرية المؤامرة قالوا: إن محاصرة الحشيش تتم لصالح مهربى الكوكايين، وحذروا العادلى من مصير أحمد رشدى، الذى قيل إنه راح ضحية حربه على الحشيش. لكن الرد جاء ليؤكد أن مهربى الحشيش فقدوا سطوتهم، فى مواجهة نفوذ الكوكايين وحبوب الهلوسة والأقراص والحقن.. هل أخطأ الحشاشون ليتم تعذيبهم بهذا الشكل؟
كانت العلاقة بين الحشيش والسياسة قائمة، ولدينا عدد وافر من المبدعين والسياسيين كانوا يتعاطون الدخان الأزرق، وكان العصر الذهبى للحشيش أيام الرئيس السادات.
ارتفع البعض برقم الحشاشين إلى 6 ملايين، لكن آخرين يرون الرقم مبالغا فيه، وأنهم لا يتجاوزون 3 ملايين، والباقى يتعاطون البودرة أو الأقراص أو الحقن، لكن الرقم مغر لأى سياسى يبحث عن مؤيدين، خاصة أن الحشيش يجمع فئات مختلفة، فقراء وأغنياء، عمالا وفلاحين ومثقفين، ورجال أعمال، فهل أراد الحزب الوطنى استقطاب الحشاشين؟ وهل درست الأجهزة تأثير اختفاء الحشيش على المزاج العام حيث يمكن أن ينضم الحشاشون اليائسون إلى أى حركات غير مرغوبة؟
الحشاشون يمكنهم أن يغيروا المعادلة لو أرادوا، لكنهم فى الواقع لا يريدون.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة