كان منظراً جميلاً محزناً مفرحاً عندما افترش المعاقون وأسرهم، الزوجات والأبناء والبنات والأحفاد رصيف مجلس الشعب وأخذوا يشوون الرنجة وينظفون الفسيخ فى بث حى مباشر على الهواء مباشرة أمام عدسات التليفزيونات ومصورى الصحف ومراقبى الأمن الساهرين على سلامة مبانى سيد قراره الجميل فى الموضوع أن عيد شم النسيم لم يغب عن المعتصمين من المعاقين أمام مجلس الشعب والمحزن أن شم النسيم قد مر عليهم دون أن يلتفت مسئول إلى ما يعانون منه، أما المفرح فهو إصرارهم على موقفهم وعدم تراجعهم أمام الضغوط الاجتماعية وشعار "الطيب أحسن" لفض اعتصامهم ولو ليوم واحد والاستسلام لطعم الرنجة والفسيخ فى البيت مع الأهل والأحباب ،وبدلاً من الشعور بالضعف زينوا رصيف مجلس الشعب بالزهور، أيه قوة وأية إرادة يتمتع بها هؤلاء المصريون الأصلاء.
الأمر نفسه تكرر فى ساحة مجلس الوزراء، حيث أحضر موظفو هيئة تحسين الأراضى وزملائهم فى الاحتجاج من أصحاب الحقوق والمطالب غداءهم وبصلهم ورنجتهم واستضافوا عدداً من المواطنين الراغبين فى تعديل الحد الأدنى للأجور وفق ما حددته محكمة القضاء الإدارى باعتباره الحد الأدنى للعيش كآدميين، بشرط تثبيت الأسعار ومستوى التضخم على الأرض لا فى بيانات رئيس الوزراء ووزير المالية.
هذا الموقف يدفعنا للأمل والصبر، الأمل بأن التغيير قادم للأحسن فى عيد شم النسيم المقبل أو الذى يليه أو الذى يلى ما يليه، وأن حياة بدون أمل يجسدها معاقون وموظفون ومشردون يفترشون الأرض فى الأعياد، يأكلون بيد ويرفعون شعارات الاحتجاج باليد الأخرى، هى فعلاً حياة مليئة بالألم
إن الذى هون علينا عيد شم النسيم وطعم الرنجة والفسيخ على الرصيف قادر على تهوين طعم كعك عيد الفطر على نفس الرصيف وطعم اللحمة البرازيلى (لا الهندى مع الساركوسيست) على نفس الرصيف فى عيد الأضحى المقبل.
أقول للمواطنين المعتصمين :ما أجملكم تثبتوا تثبتوا كل سنة وأنتم معتصمون
وأقول للسادة الغلاظ القادرين على قضاء حوائج الناس ثم يستنكفون أو يرفضون أو يتجاهلون أو يعاندون أو يبزنسون تشبثوا.. تشبثوا بما أنتم عليه قليلاً قليلاً فالرصيف لن يزول والأمل لن يزول والأعياد جاية جاية.. شم النسيم مع الرنجة والفسيخ.. الفطر مع الكعك.. الأضحى مع اللحم البرازيلى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة