1
إذا قلت إن مصر بلد معقد ولن تنفع معه مناورات الحناجر التى اتفقت رغم عدم تناغمها معا على ضرورة التغيير، قيل لك إنك تدافع عن نظام فاسد ومستبد وعن مصالحك (وأنا لمن لا يعرف أملك مصالح مترامية الأطراف)، وإذا قلت إنك مخنوق من النظام ومن قادة التغيير معا..تعاملوا معك على أنك مجنون.
2
منذ خمس سنوات نجحت النخبة الجديدة التى صنعها رجال أعمال نظام مبارك فى «تثبيت» الناس، وإيهامهم أن أشخاصا يقومون بالواجب نيابة عنهم، وأن المستقبل بفضلهم سيكون على ما يرام، هذه النخبة بارك الله لها، خرجت من طابور الموظفين، إلى زمرة أصحاب الأعمال الوطنية الذين يتحدثون عن الشعب.. مثل الزعماء.
3
إذا تأملت المشهد من زاوية مختلفة، وشاهدت الذين نصبوا أنفسهم وجهاء للأمة، يتحدثون باسمها ويعارضون باسمها ويقررون باسمها، ويريدون دستورا جديدا لا يناقش المادة الثانية (لأنهم لا يريدون الكلام مع الإخوان!)، ويرفضون نسبة 50 % عمالا وفلاحين، ويعيبون على وزير التعليم الجديد قيامه بعمله، فتأكد أن رجال الأعمال الذين صنعهم نظام مبارك، والذين صنعوا النخبة الجديدة.. قرروا أن يضربوا ضربتهم!
4
حزب التجمع ليس وحده اليسار، ويساريو الماضى الذين بينهم وبين التجمع مشاكل، استسهلوا النضال، لمجرد رفع شعار قائد التغيير الكونى «اشتراكية ديمقراطية»، حزب التجمع غير موجود فى الشارع ولكنه موجود فى شارع الأنتيكخانة. والاشتراكيون الديمقراطيون يتناقشون كل ليلة فى الأماكن العامة منذ سقوط الاتحاد السوفيتى، حتى الراديكاليون منهم وقعوا فى فخ «التغيير الإلكترونى».. بعيدا عن الجماهير.
5
يوجد احتقان بين الأحزاب وجمعية التغيير، واحتقان بين القضاة والقضاة، واحتقان بين الصحف القومية والصحف المستقلة، واحتقان بين المسلمين والأقباط، وبين الأهلى والزمالك، وبين الحرس القديم والحرس الجديد فى الحزب الوطنى، وبين العمال والفلاحين والحكومة، وبين المرضى والمستشفيات الحكومية، وبين المدرس والطالب، وبين رجال الأعمال والبنوك، وبين الإخوان وباقى المسلمين، ويوجد احتقان بين الجيران وبين الزملاء فى العمل، وبين الرؤساء والمرؤوسين فى كل مكان، ولهذا يسعى تليفزيون زعيم التغيير الإعلامى أسامة الشيخ إلى تأكيد العزلة.
6
لا يوجد فى خطاب التغيير الجديد، المكون من كلمة واحدة، أى ذكر لإسرائيل، هل هى «عدو ولا حبيب؟»، وهل العمل عند رجال الأعمال الذين يعملون معها جائز شرعا أم لا؟ وهل توجد تعليمات تمنع الحديث فى هذا الموضوع، أم أن مهام « التغيير» تتطلب الحيطة والحذر؟
7
إذا ترشح الدكتور البرادعى للرئاسة، وهذا موضوع صعب للغاية كما يعرف الجميع، أمام جمال مبارك، أو أيمن نور، أو حمدين صباحى، أو رفعت السعيد، أو محمود أباظة، أو أسامة الغزالى حرب، فسأنتخبه بدون تردد، ولكن إذا ترشح أمام الرئيس مبارك.. فلن أمنحه صوتى.