هلت علينا فى الأيام الفائتة قضايا وهمية شغلت رؤوس الرأى العام بعدما احتلت مساحات كبيرة فى الفضائيات الرياضية.. فعلى سبيل المثال هلت أزمة بكاء ودموع الحضرى التى مزقت بعض قلوب الأهلاوية، وراحوا يتصلون بالمسؤولين فى القلعة الحمراء لكى يصفحوا ويعفوا عن الحارس العملاق، ليعود سريعاً إلى حراسة المرمى الأهلاوى الذى يؤكد الجميع أنه بات خاوياً منذ رحيل الحضرى، ولأننا فى زمن «التيك أواى» ونؤمن بالمثل الشعبى بأن «شراء العبد ولا تربيته».
فلم يعد أحد يريد أن يتحمل حتى يشتد عود الشاب الواعد أحمد عادل عبدالمنعم ولا يريد أحد أن يقنع بأن شريف إكرامى حارس مرمى نال شرف الاحتراف الهولندى الذى لم يصل إليه أى حارس سابق ولا حالى.. ولأننا فى أيام الحوارات البيزنطية راحت جماعة القلوب الرحمية والتى تأثرت بهذا البكاء الشديد تتناحر مع جماعة أصحاب القلوب الغليظة التى رفضت دموع الحضرى وأهالت عليه التراب لأنه خدع الأهلى وجماهيره، وترك القلعة الحمراء فى توقيت صعب وراحت جماعة الإدارة الأهلاوية لتطل علينا بقاموس قديم جداً يؤكدون فيه أن المبادئ والقيم والانتماء وتاريخ الأهلى كلهم يرفضون الحضرى ودموعه.
لا أدرى كيف لإدارة تتكلم وتتحدث عن الاحتراف طول الوقت عندما تريد أن تخسف الأرض بلاعب أو تتركه أو تستغنى عنه، وتقول فى الوقت نفسه كلاماً عن المبادئ والقيم.. ويبدو أننا مازلنا نعيش فى أزمة أننا لا نعرف حتى الآن إذا كنا دولة اشتراكية يسيرها القطاع العام أم أننا دولة رأسمالية تمشى طبقاً لقانون المصالح فقط ولذا فقد حدثت حالة توهان كبيرة وأصبحنا مثل التى رقصت على السلم، ويمكنك عزيزى القارئ أن تكمل المثل الشعبى.
عموماً كنت أتوقع أن نرى رجال الإعلام يتكلمون عن العقوبة التى حصل عليها الأهلى ضد نادى سيون السويسرى والحضرى والبالغة 900 ألف يورو وكنت أريد أن نؤكد فكرة الحقوق والمصالح وضرورة الحفاظ على تنفيذ العقوبة بعيداً عن حالة العاطفة التى حركت البعض فى دموع الحضرى أو الجحود الذى رد به البعض، وأخذ يسخر من هذه الدموع أو الذين غنوا أنشودة المبادئ، وإذا كان الحضرى نفسه يريد العودة للأهلى فلماذا لم يقدم لنا حلولاً فى كيفية تنفيذ عقوبة الاتحاد الدولى، ولماذا لم يقدم مشروعاً أو برنامجاً لكى يدفع الـ 900 ألف يورو فكنت أتوقع أن يقول الحضرى مع دموعه سأوقع للأهلى حتى الاعتزال دون مقابل لكى أسدد عقوبة الاتحاد الدولى.. لأنه ليس من المنطقى أن يصفح الأهلى ويعيد الحضرى دون أن يحصل على مستحقاته المالية التى قررتها الفيفا.
ولكن لأننا نعيش فى زمن الهوجة والدوشة الكاذبة فالكل يتكلم ويكتب دون أن نصل إلى حلول لأى أزمة أو قضية ولذا فتجدنا فى كل المحافل نخرج بصفر كبير لأننا نصنع ضجيجاً وقضايانا دائماً محلية بعيداً عن النتائج الفعلية والدليل على ذلك الهوجة التى صاحبت انتخابات الاتحاد العربى لكرة القدم، سمعنا وقرأنا كل ألوان الهتافات الكاذبة ضد أبو ريدة وزاهر وباتت معركة الموسم بين الرئيس والنائب ووجدها المضللون فرصة لكى يهيلوا علينا الأخبار الملفقة والأكاذيب ووجدوها فرصة لكى يثيروا الفتنة بين زاهر وأبوريدة. حتى خرج بيان اتحاد الكرة لتبرئة أبوريدة ويعيد إليه حقوقه ومساعيه الكبرى فى مساعدة زاهر والتى يعلمها ويعرفها رجال الدولة جيداً.
فذهبت تلك الميكروفونات والأقلام تبحث عن مبررات جديدة تسوقها وتبيعها للرأى العام بعد صدمتها الكبرى فى بيان رئيس اتحاد الكرة والذى جاءت كلماته مخالفة تماماً لما حاولوا تأكيده للرأى العام بعدما أطلقوا كلمة «الخيانة» ضد أبوريدة، دون أن يفكروا لحظة فى مفهوم هذه الكلمة الكبيرة، ولم يقدموا لنا دليلاً واحداً عن مفهوم الخيانة ولكن يبدو أن هؤلاء كانوا يريدون أن يسحب أبوريدة الـ 22 صوتاً الذين يمثلون الجمعية العمومية ويسلمها لزاهر ليتصرف فيها كيفما يشاء، وكأن أبوريدة يستطيع ذلك وإذا كان أبوريدة فى استطاعته أن يساهم فى إحراز المركز الأول لزاهر فلماذا إذن لم يترشح أبوريدة نفسه.
وأيضاً إذا كان رئيس اتحاد الكرة المصرى لا يملك مقومات النجاح فى منصب الاتحاد العربى ولايملك أصواتاً فلماذا إذن رشح نفسه.. عموماً أحب ثقافة الاعتذار التى أعلنها اتحاد الكرة ممثلاً فى رئيسه لتبقى وتعيش العلاقات الطيبة بين الرئيس والنائب ليظل يبحث هواة الصيد فى الماء العكر وأهل الفتن عن مشروع آخر ويتركوا أبوريدة وزاهر مؤقتاً.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة