ماذا ستفعل يا دكتور برادعى؟ كيف ستتصرف؟ وما هى رؤيتك للمرحلة المقبلة؟ ومتى ستبدأ فى بناء الجسر الذى سيصل بنا إلى أرض التغيير؟ ومتى ستعلن موقفك بشكل واضح ورسمى وبدون لف ودوران من مسألة انتخابات الرئاسة؟..
هذه الأسئلة وغيرها الكثير تلاحقنى صباح كل يوم حينما أنظر لعداد الزمن فأجد الوقت قد اقترب من معركة انتخابات البرلمان، ثم من بعدها انتخابات الرئاسة، طبعا دعنى أعترف أننى لست من أولئك الذين يرون فيك الفارس المنشود، فلست عضوا فى جروبات الفيس بوك التى وضعتك ضمن قائمة المرشحين للرئاسة، ولم أكن ضمن الذين خرجوا لاستقبالك فى المطار وهم لايعرفون موقفك من الحياة، وبالتالى لم أكن ضمن الأفواج التى كانت تذهب لتنال بركة رؤيتك فى «جرانة».. أنا مواطن بسيط أصابه الملل من تلك النخبة غير القادرة على إفراز منافسين أقوياء، وأصابه الإحباط من تلك النخبة التى لا تنشط سياسيا ولا تتذكر أن هناك بلدا يحتاج إلى تغيير إلا فى موسم الانتخابات، وبالتالى ومع كامل احترامى لتاريخك ومكانتك فأنت لا تمثل لى سوى فرصة للتغيير أدعمها بنفس طامعة فيه، وأترقب خطواتها دون أن أكون من المريدين..
الأسئلة التى بدأت سطورى بها يا دكتور تحتاج إلى إجابات سريعة وحاسمة، نحتاج إلى أن نعرف الخطة «ب» التى ستلجأ إليها وقت اللزوم، خاصة أن وقت اللزوم قد حان، بعد أن فجر لك الرئيس مبارك كل قواعد خطتك الأولى التى تعتمد على تعديل الدستور، وضمان انتخابات نزيهة، وإشراف دولى على الانتخابات الرئاسية، هكذا ببساطة فى خطاب عيد العمال منذ أيام، وقف الرئيس ليعلن أنه لا تعديل قادما فى مواد الدستور، ويحذر أصحاب الشعارات والمظاهرات، كان الرئيس مبارك صريحا ومباشرا ومنفعلا حتى إن بدا عليه غير ذلك.
ضغوط الناس ستتكفل بتعديل الدستور وضمان انتخابات نزيهة.. هكذا قلت يا دكتور، وهكذا بنينا خطة تعديل الدستور على موجات من الضغط الشعبى تجبر الدولة على التعديل الذى يسمح لك بأن تكون مرشحا منافسا تنطلق بنا نحو أرض التغيير.. فماذا بعد أن حول خطاب عيد العمال خطتك إلى مجرد كلام على ورق نقوله منذ عشرات السنين؟ ماهى خطتك البديلة التى ستتغلب على حالة التحدى التى كانت واضحة فى خطاب عيد العمال؟
إن كنت لم تفهم مغزى الخطاب يا دكتور أقول لك أنا: ما قاله الرئيس يعنى أنه لا تعديل للدستور، وأنت قلت إن شرطك للترشح هو تعديل الدستور، فهل يعنى ذلك أنك قد تترك الحدوتة وتقول مش لاعب؟ ولو حدث وخيبت ظنى وكنت من المقاتلين ألا ينبغى أن نعرف نحن الآملين فى التغيير كيف سيتحرك الرجل الذى نصّب نفسه رمزا لهذا التغيير وتحدث باسمه للصحف والمحطات الأجنبية؟
نحن نسمع عن خلافات بالجملة داخل جمعية التغيير.. نسمع عن خلافات فى المنهج ونسمع أيضا عن خلافات تشبه خلافات التلاميذ فى الحضانة من نوعية فلان قال تصريح ماعجبنيش، وفلان عاوز المنصب الفلانى وغضبان بعد أن حصل عليه زميل آخر.. فهل سيستمر الوضع على هذا الحال؟ أم ستخرج علينا بتوضيحات وإجابات لتلك الأسئلة المهمة؟ وطبعا أنت يا دكتور برادعى لست فى حاجة لأن أذكرك أن الوقت قد اقترب وأن الفترة القادمة ليست فترة حوارات فى الصحف ولقاءات مصورة فى »جرانة«.. وعموما سأعود لأذكرك بأن الأصلح لهذا الوطن أن تفكر أنت ومن معك من المخلصين فى تأسيس قاعدة نخبوية جديدة قادرة على تحقيق التغيير ولو بعد 20 سنة، أفضل من أن تفكر فى انتخابات الرئاسة، لأنه من غير المنطقى يا دكتور أن تقتنع بأن حركة سياسية مازالت غير قادرة على تشكيل مكتبها التنفيذى يمكنها أن تهزم نظام حكم عمره الزمنى يزيد على 30 سنة، وعمره القمعى ضعف ذلك بكثير..
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة