تؤكد الدكتورة نهى أبو الوفا، استشارى طب الأطفال أن الالتهاب الكبدى" أ" هو مرضٌ معدٍ حاد يصيب الكبد بسبب فيرس التهاب الكبد الوبائى (HAV)، الذى يتم انتقاله شيوعا عن طريق وصول أشياء ملوثة إلى الفم من خلال الأغذية أو مياه الشرب الملوثة وكل سنة يصاب ما يقرب من 10 ملايين شخص فى العالم بهذا الفيرس و يعتبر انتشار عدوى هذا الفيرس عالٍ فى البلدان النامية، وفى المناطق الفقيرة وتزيد الإصابة بهذا المرض فى مرحلة الطفولة المبكرة فى العادة.
ويمكن الخلط بين الأعراض المبكرة للإصابة بالالتهاب الكبدى أو بين عدوى الأنفلونزا، ولكن بعض المرضى، ولا سيما الأطفال، لا تظهر لديهم أعراضٌ على الإطلاق وتظهر الأعراض عادة ما بين 2 إلى 6 أسابيع ومتوسط فترة الحضانة للفيرس هى 28 يوما بعد الإصابة الأولية.
وتشمل هذه الأعراض، الإجهاد والحمى والآم فى البطن والغثيان والإسهال وفقدان الشهية والاكتئاب واصفرار الجلد وآلام حادة فى الربع العلوى الأيمن من البطن وفقدان الوزن.
وتشير د. نهى إلى أنه على الرغم من إفراز فيروس التهاب الكبد الوبائى"أ" فى البراز فى نهاية فترة الحضانة، فإن التشخيص المحدد للمرض يكون من خلال الكشف عن (الأجسام المضادة) "IgM" الخاصة بالفيروس "أ" فى الدم، حيث يوجد فى الدم فقط إثر التهاب الكبد الحاد و إثر العدوى، وهو قابلٌ للاكتشاف من أسبوعٍ إلى أسبوعين بعد الإصابة الأولية ويستمر لمدةٍ تصل إلى 14 أسبوعا ووجود الأجسام المضادة من نوع"اى جى جى" فى الدم يعنى أن المرحلة الحادة من المرض قد مضت وأن الشخص محصن ضد المزيد من عدوى فيروس التهاب الكبد الوبائى أوالذى يكون موجودٌا أيضا فى الدم بعد التطعيم وتعتمد اختبارات المناعة ضد الفيروس على الكشف عن هذه الأجسام المضادة.
وتنوه إلى أنه من الممكن الوقاية من الالتهاب الكبدى "أ" من خلال التطعيم والنظافة والصرف الصحي الجيدين.
ويحمى اللقاح من فيروس التهاب الكبد الوبائى "أ" فى أكثر من 95 ٪ من الحالات لمدة 10 سنوات، ويحتوى اللقاح على الفيروس المعطل الذى يقوم بتوفير حصانةٍ فعالةٍ ضد العدوى فى المستقبل.
ويعطى اللقاح عن طريق الحقن فى عضلة أعلى الذراع تعطى الجرعة الأولية الحماية لمدة أسبوعين إلى أربعة أسابيع بعد التطعيم؛ وتمنح الجرعة الثانية المنشطة التى تعطى بعد مهلةٍ من ستة إلى اثنى عشر شهرا فى وقت لاحق، حمايةً لمدةٍ تصل إلى عشرين عاما.
ولا يوجد علاجٌ محددٌ ضد التهاب الكبد"أ"، حيث ينصح الذين يعانون من المرض بالراحة وتجنب تناول الأطعمة الدسمة وينصح المرضى أيضا بتناول الطعام ذا النظام الغذائى المتوازن، وبأخذ كميةٍ كافيةٍ من السوائل.
وربما يعانى حوالى من 6 إلى 10 ٪ من المصابين بمرض التهاب الكبد الوبائى (أ) من واحدٍ أو أكثر من أعراض الانتكاس لمدةٍ تصل إلى 40 أسبوعا بعد الإصابة بهذا المرض.
