لم ترتفع انتخابات مجلس الشورى فى مصر والتى ينتظرها الناخب المصرى، إلى مرتبة انتخابات مجلس الشعب، من حيث سخونتها واهتمام الناخب بها، ويعود ذلك إلى أسباب كثيرة أعتقد أن أهمها على الإطلاق، يأتى فى أن نائب الشورى لا يرتبط بأبناء دائرته من حيث تقديم الخدمة الخاصة والعامة، لأن "الشورى" منذ تأسيسه على يد الرئيس الراحل أنور السادات كان معنيا بالمناقشات فى القضايا العامة فقط، كمقدمة للمناقشات التى يتم تشريعها فى مجلس الشعب، وقرر الرئيس السادات أن يجمع فى عضوية الشورى بين الانتخاب والتعيين، وبناء على ذلك رأينا بالتعيين أعضاء مثل الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، ومن الفنانين الراحلين أمينة رزق ومحمود المليجى، والحاليين مديحة يسرى.
لم يشعر الناس بأهمية انتخابات مجلس الشورى فى الماضى، كما يشعرون بها الآن، وفى اعتقادى أن رئاسة صفوت الشريف له سبب فى ذلك، فهى منحت للمجلس حيوية كبيرة، كما أنه قام بتفعيل أدوارا منسية لأعضائه، ومن هذا المنطلق يأتى السؤال: ما قيمة انتخابات مجلس الشورى الحالية؟
فى المشهد العام نجد أن الحزب الوطنى وحده وكالعادة ، هو الذى يتقدم بمرشحين فى كل الدوائر التى سيتم الانتخاب فيها، يتلوه جماعة الإخوان، أما باقى الأحزاب فهى غائبة باستثناءات خجولة، وطبقا لذلك سنرى منافسة طرفها "الوطنى" والإخوان.
فى هذه المنافسة ستظهر كيف تتصرف أجهزة الدولة، بدءا من قوات الأمن وانتهاء بباقى الأجهزة التنفيذية، ومن الطبيعى أن هذه الأجهزة ستقف إلى جانب "الوطنى"، أما المسار الأهم فسيكون فى يوم الانتخابات، حيث سنرى عمليات تقفيل واسعة للجان بالدرجة التى ستظهر فيها النتائج، بأن مرشح الوطنى حصل على عشرات الآلاف من الأصوات، فى حين أن عدد الحضور لن يكون فى أكثر الأحوال طموحا سوى عشر هذا العدد، والنهاية ستكون فوزا كاسحا للحزب الوطنى فى عملية انتخابية مظهرية فقط، وعملية تؤكد أن كل ما نراه فيها هو بروفة حقيقية لانتخابات مجلس الشعب القادمة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة