لماذا يصر بعض المعارضين بالخارج على دفعنا لاختيار النظام وطوارئه باعتباره أهون من الارتماء فى أحضان إسرائيل أو التحول إلى عرائس ماريونيت فى قبضة منظمات أجنبية مجهولة لها أجنداتها الاستعمارية؟
فى الوقت الذى انتفضت الجماعة الوطنية بمختلف أطيافها ضد مد العمل بقانون الطوارئ، وبدأت فى حشد قواها للإجابة عمليا على سؤال ما العمل، ومواجهة تكرار الأغلبية الميكانيكية بمجلس الشعب فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، خرج علينا السيد موريس صادق رئيس الجمعية الوطنية القبطية بأمريكا بفضيحة الخطاب المشبوه الذى أرسله إلى وزير خارجية إسرائيل المتطرف أفيجدور ليبرمان يصفه فيها بالوزير البطل ويطالبه فيه بتدخل الدولة العبرية لدى الأمم المتحدة لفرض الوصاية على مصر حماية للأقباط.
استخذاء وخنوع يليق بالعملاء الذين كان نابليون يلقى إليهم بالذهب على الأرض لكنه لم يكن يقبل أبدا مصافحتهم، وهكذا أصبح ليبرمان المتطرف الكاره الأول لهذا البلد هو المنقذ لموريس صادق وأشباهه، البطل الذى يتحرك لإنقاذ أمهات البنات القبطيات اللائى يتم اختطافهن على حد زعمه، وأصبح المطلوب عمليا إعلان الحرب على مصر وفرض الوصاية الدولية عليها حتى يتسنى للسيد صادق، أن يدخل على دبابات المحتلين، وأن يمنى نفسه بدور أحمد الجلبى فى العراق بعد الغزو الأمريكى.
خطورة المدعو موريس صادق أنه يشق صف الجماعة الوطنية ويشتت جهودها، وبدلا من التركيز على أجندة التغيير والإصلاح ومواجهة أشكال الاستبداد وأدواته من القوانين الاستثنائية وعسكرة الدولة، يجد عدد كبير من الوطنيين الشرفاء أنهم مطالبون بالوقوف مع النظام مؤقتا فى خندق واحد حتى مع وجود قانون الطوارئ ضد أمثال صادق، على الأقل عملا بترتيب الأولويات، فالطوارئ لا تقارن بوقاحة وكراهية ليبرمان، و مواجهة الذرائع والمبررات التى تستهدف ضرب مصر واحتلالها تتقدم بالضرورة على مجالدة النظام بهدف الإصلاح.
موريس صادق وأمثاله إذن هم الطرف الثانى فى معادلة الاستبداد والطوارئ، فتحركاته و استعدائه القوى الدولية واستعداده الدائم لأن يكون طليعة الغزاة هو ما يطيل عمر الأوضاع الاستثنائية لدينا، ويمنحها قوة مضافة ناتجة من تشتيت جهود الجماعة الوطنية.