ما هى الجهة المصرية التى يستوجب حسابها حسابا عسيرا بسبب فشلنا فى أفريقيا؟، وهو الفشل الذى نتج عنه تصاعد أزمة مياه النيل بالدرجة التى أدت حتى الأربعاء الماضى إلى توقيع 5 دول من حوض النهر إلى اتفاقية جديدة تعيد تقسيم المياه، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 7 دول، مما يؤدى إلى الخصم من حصة مصر التاريخية فى هذه المياه.
أترك الإجابة على هذا السؤال الموجع لاثنين من الكبار الذين عملوا فى دواليب العمل الحكومى، وهما الدكتور على الدين هلال، أمين الإعلام بالحزب الوطنى، والدكتور مصطفى الفقى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب.
وقدما الإجابة فى ندوة: "الرؤية الأوغندية لتنظيم العلاقات بين دول حوض النيل"، ونظمها المجلس الأعلى للثقافة يوم الثلاثاء الماضى، ووفق ما جاء فى متابعة الندوة من موقع اليوم السابع الإلكترونى يوم الأربعاء، وصحيفة "المصرى اليوم" يوم الخميس فإن كلام الاثنين يحملان اعترافات خطيرة وهذا جانب منها.
قال الدكتور على الدين هلال إن مصر أهملت التواصل مع أفريقيا بعد الدكتور بطرس غالى وزير الذى كان وزير دولة للشئون الخارجية فى فترة السبعينات وأوائل الثمانينات من القرن الماضى، وكانت أفريقيا هى ملفه الرئيسى، وأصبح الاهتمام بأفريقيا بعد غالى موسميا، وأضاف هلال أن الدول الأفريقية تتطلع إلى مصر على أنها دولة كبرى ولها دور فى إفريقيا، وقال إن المسئولين يجب أن يكون فى وعيهم أن لنا مصالح ثابتة فى أفريقيا، خاصة أن لنا دورا تاريخيا فى تحرير تلك الدول، كما أنه فى حال تعرضها إلى أى تهديد سيصل هذا التهديد إلى أمن مصر.
أما الدكتور مصطفى الفقى فقال كلاما شمل صراحة واضحة، بادئا بالتأكيد على أن ما يحدث الآن ليس مفاجئا على الإطلاق، وأنه يجب الاعتراف بأن اهتمامنا بأفريقيا أصبح ضعيفا للغاية، وأضاف أنه أثناء زيارته إلى إثيوبيا فى العام الماضى لمس مدى التخبط والجفاء تجاه كل ما هو عربى وإسلامى ومصرى، وهو ما يبين الخطايا التى قمنا بها فى الفترة الماضية، وأضاف الفقى، أنه منذ 26 يونيو عام 1995 وهو تاريخ محاولة اغتيال الرئيس مبارك فى أديس أبابا توقف الرئيس عن حضور مؤتمرات القمة الأفريقية 9 سنوات كاملة، وهو ما أحدث هذا الجفاء، حيث كان يلتقى مبارك خلال القمة زعماء هذه الدول ويتواصل معهم.
الفقى أضاف أنه لم يقف جفاء العلاقات عند عدم حضور الرئيس مؤتمرات القمة فقط، وإنما لم تفطن الخارجية المصرية إلى ضرورة تفريغ سفراء وقيادات فى المكاتب المختلفة فى إفريقيا، علاوة على أن المطران الإثيوبى كان يتم إرساله من القاهرة وهو ما لا يحدث الآن، وقال إن ما يحدث الآن ليس له علاقة بالمياه، وإنما مؤشر سياسى خطير لوقوع مصر فى قبضة أنياب مختلفة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة