أكد وزير خارجية ألمانيا جيدو فيتسرفيلله، رفض بلاده إعادة رأس نفرتيى إلى مصر أو إعارتها، وقال "أتفهم جيداً أن هذا الموضوع حساس للغاية فى مصر، ولكن من وجهة نظرنا فإن هذا التمثال ملكية شرعية لمؤسسة التراث البروسى، وأما فيما يتعلق بإعارة التمثال إلى مصر، فإن هناك رأياً للخبراء يقول إن نقله قد يؤدى إلى كسره، ولذلك فمن مصلحة الجميع ألا يتعرض لأى خطر.
وأشار فيله إلى أن هذا الكنز الرائع لا يعيق العلاقات بين القاهرة وبرلين، ونحن نؤكد على ذلك بكل وضوح.
من جانبه علق أحمد أبو الغيط وزير الخارجية على فيله فى مؤتمر صحفى مشترك جمعهما اليوم بوزارة الخارجية، بقوله "إن عظمة التاريخ المصرى تتمثل فى الكثير من الآثار العظيمة الموجودة، ليس فقط فى مصر، ولكن فى كل أنحاء العالم، وهذا هو التاريخ المصرى، وهذه هى عظمته أن يكون هذه المسلات الموجودة فى كافة العواصم الأوروبية وأن تكون المتاحف الأوروبية والأمريكية والروسية مليئة بمثل هذه التحف التاريخية الفنية.
وأضاف أبو الغيط، أن هذا بعد يمثل تاريخ بلادى وهناك رغبة لدى جميع المصريين أن يطلعوا على هذا التاريخ من خلال رؤية هذه التماثيل وهذه المسلات، وبالتالى أتصور أنه باستمرار الحديث والتشاور مع أصدقائنا فى ألمانيا يمكن أن نصل إلى تسوية مرضية للطرفين فيما يتعلق بتمثال رأس نفرتيتى تؤمن سلامة التمثال، ولكن أيضا تتيح الفرصة للشعب المصرى لكى يطلع على هذه التحفة الفنية المصرية.
من جهة أخرى أكد أبو الغيط، أن الزيارة التى يقوم بها نظيره الألمانى فيتسرفيلله لمنطقة الشرق الأوسط هى الزيارة الثالثة له خلال الفترة القليلة الماضية، مما يعكس اهتماماً ألمانياً كبيراً بالوضع فى المنطقة، وقال إن العلاقات الألمانية بمنطقة الشرق الأوسط، وبمصر هى علاقات قديمة وقوية، مشيراً إلى أن الأيام القليلة الماضية شهدت اجتماعاً للجنة التسيير المصرية الألمانية، وهى اللجنة المسئولة عن تسيير العلاقات بين الدولتين، حيث عقد يومى 18 و19 مايو الجارى، حيث كشفت عن توافق مصرى المانى تجاه الكثير من المسائل.
وأوضح أبو الغيط، أنه عقد مع الوزير الألمانى والوفد المرافق له مساء اليوم جلسة مباحثات تطرقت الى العلاقات الثنائية بين القاهرة وبرلين، واصفاً هذه العلاقات بالايجابية الشديدة، حيث ارتفع حجم التجارة بين الدولتين، وكذلك الاستثمار، كما أن العلاقات مستقرة، وأشار أبو الغيط إلى أن المباحثات تطرقت أيضا إلى التسوية الفلسطينية الإسرائيلية والمباحثات عن قرب وكيفية تأمين النجاح لها، بالإضافة إلى التسوية الشاملة فى المنطقة، والوضع فى السودان وإقليم دارفور، والعلاقة بين شمال وجنوب السودان، واستفتاء حق تقرير المصير بالنسبة لجنوب السودان فى يناير 2011.
وقال: تبادلنا الرأى والمشورة تجاه كل هذه القضايا، بالإضافة إلى الوضع بين دول حوض النيل، وننوى بعد ختام المؤتمر الصحفي متابعة المباحثات للوضع فى أفغانستان، خاصة أن ألمانيا لها قوات، كما سنبحث الملف النووى الإيرانى.
وأشار أبو الغيط إلى أن وزير الخارجية الألمانى سيلتقى غداً بالسيد الرئيس محمد حسنى مبارك، وسيكون هذا اللقاء هو الأول لوزير الخارجية الألمانى مع السيد الرئيس، لافتاً إلى أن هذا اللقاء سيكون فرصة لان يستمع الوزير الالمانى لرؤية الرئيس مبارك تجاه قضايا المنطقة، كما سيقدم الوزير الألمانى رؤيته ورؤية ألمانيا لمسائل الشرق الأوسط وكيف يمكن أن تتحرك جهود التسوية.
وقال أبو الغيط: لقد طلبت من وزير خارجية ألمانيا أن تستمر ألمانيا فى بذل الجهد القوى لمساعدة الفلسطينى على تحقيق أهدافهم من خلال بناء السلطة الفلسطينية ورفع إمكانياتها الاقتصادية، حيث كان لألمانيا خلال الأيام القليلة الماضية جهد مع رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض حول كيفية بناء الإمكانيات الاقتصادية وقدرات المجتمع الفلسطينى.
من جانبه أكد وزير الخارجية الألمانى جيدو فيتسرفيلله أن العلاقات بين مصر وألمانيا متميزة منذ فترة طويلة، وقال مصر بالنسبة لألمانيا بلد محورى وشريك هام ثقافياً واقتصادياً وسياسياً، ونحن شركاء بشكل وثيق، مشيراً إلى أن مباحثاته مع أبو الغيط تطرقت إلى العديد من القضايا على رأسها الشأن الأفريقى والتعاون فى مجال التعليم بين مصر وألمانيا.
وأضاف: كما ركزنا على المباحثات غير المباشرة التى تجرى بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ونحن يهمنا فى ألمانيا أن تنجح هذه المباحثات، موضحاً ضرورة التأثير على جميع الأطراف المعنية فى القضية الفلسطينية حتى يتجه الوضع الى الاستقرار، مؤكداً على أن السلام الدائم لا يجب أن يكون ألا فى إطار حل الدولتين.
وأشار فيللة إلى ضرورة العودة الى المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث إن المباحثات غير المباشرة هى مجرد بداية.
وأشاد فيلله بالجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وقال أتشوق للقائى الأول مع الرئيس مبارك كوزير لخارجية ألمانيا، حيث كان لى لقاء معه فى السابق عندما كنت فى المعارضة.
ورداً على سؤال حول إن كان هناك جديد فى قضية تبادل الأسرى الفلسطينيين بالجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط، قال جيدو فيتسرفيلله: أود أن تتفهموا بأننى لا أود أن أدلى بتصريحات فيما يخص قضية شاليط، أملاً فى أن نتوصل إلى حل إيجابى فى هذه القضية إلى أن تنتهى معاناته ومعاناة عائلته.
وفيما يتعلق بموقف ألماينا من مبادرة حوض النيل، قال فيلله: سنتباحث حول هذا الأمر بشكل أكبر مع الوزير أحمد أبو الغيط، لكن بالنسبة لنا فى ألمانيا فأنت المفاوضات والمباحثات بين دول حوض النيل هى الطريق لحل مثل هذه الإشكاليات.
وزير خارجية ألمانيا جيدو فيتسرفيلله
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة