المسلمون فى أوروبا قالوا إن سعيدة وارسى أحرجتهم، وإن ما قالته بعد اختيارها كأول وزيرة مسلمة فى بريطانيا ما كان يجب إن يقال، لأنه ليس صحيحا.
اختيار الحكومة الجديدة فى بريطانيا وارسى للوزارة كانت خطوة جيدة، لكن الذى لم يكن جيدا هو أن المسلمين هناك بدلا من أن يتكتلوا مع وراسى، فيبنوا على خطوات الساسة الإنجليز الإيجابية، كان تعيين وارسى كأنه لغما انفجر فى وجوه الجميع.
بعض جمعيات مسلمى بريطانيا اعتبروا الوزيرة المسلمة "عميلة"، قالوا: باعت دينها لتشترى صداقة الإنجليز، لماذا؟ لأنها ما كان يجب أن تقبل الوزارة، حتى لو علقوا رأسها فى حبل المشنقة، وموافقتها تعنى أن بالأمور أمورا.
وإذا كان رئيس الوزراء الجديد قد اختار سعيدة لهذا المنصب، فالأكيد أن هناك صفقة من نوع ما بينها وبين الوزارة الجديدة..
أو هى المؤامرة أخى المسلم.
بعد الإعلان عن وزارة سعيدة وارسى، تداول المسلمين هناك أن أول وزيرة مسلمة اتفقت مع الوزارة التى اختارتها، على المسلمين التى تنتمى إليهم.. مع أن هذا لم يكن صحيحا.
أما الذى قلب الدنيا على سعيدة ذات الأصول الباكستانية أكثرا وأكثر، إنها قالت إن اختيارها دليل صريح على أن ما يتردد عن اضطهاد المسلمين فى أوروبا ليس صحيحا.
قالت أيضا إنه على أمة محمد ألا يتحججوا بديانتهم فى أوروبا، فيعتبرونها سببا لعزلتهم السياسية، ولما رد منتمون لجمعيات إسلامية على أقوال سعيدة بأنهم لا يميلون إلى العزلة، إنما المجتمع الأوروبى هو الذى عزلهم.. عادت سعيدة وارسى ووصفتهم بأنهم لا يرون الصورة جيدا.
فالمسلمون فى بريطانيا هم الذين عزلوا أنفسهم، والمسلمين فى بقاع معينة من الأرض هم سبب الصورة المشوهة التى أدت إلى حملة عالمية لكل ما يمت للإسلام.
وجهة نظر صحيحة مائة بالمائة، فالمسلمون هم الذين انسحبوا من المجتمع الأوروبى، وهم الذيم دفعوا ثمن أخطاء ارتكبها بعض الذين هاجموا المطارات، وقتلوا أطفال الأوروبيين فى الغرب، دفاعا عن الإسلام فى الشرق.
ثم انزعجوا أن أهل الغرب بدأوا يتحولون بالكراهية للشرق، وكأنه لا مبرر لهذا!
وفى أوروبا، أغلق المسلمون على أنفسهم أبوابا من حديد، فلا كسبوا الدول التى نشأوا وعاشوا فيها، ولا ظهروا وانخرطوا فى مجتمعات كانت فى حاجة إلى أن تعرف أن الإسلام ليس "لحية طويلة" أو "جلابيب قصيرة" وأن الكلاشينكوف ليس فريضة!!
سألوا سعيدة وارسى: ما المطلوب إذا؟ قالت: على المسلمين فى بريطانيا أن يرشحوا أنفسهم فى الانتخابات النيابية والبلدية، عليهم عبىء القيام بدور أكبر فى البلد الذى يعيشون فيه، ثم عادوا وسألوها عن السبب فى تمسكها بارتداء الزى التقليدى الباكستانى، حتى بعد اعتلائها منصب الوزارة؟ قالت إنها علامة على الفخر والاعتزاز.. لكن بعض تجمعات المسلمين فى بريطانيا قالوا: حركات.. وولوا وجوههم عنها.. مسكينة سعيدة، وهم مساكين أيضا.
• مساعد رئيس تحرير جريدة روز اليوسف.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة