ليس صحيحاً ما ذكره جمال مبارك فى المنصورة أمس الثلاثاء، عن أن الحزب الوطنى هو الذى يرفع راية التغيير الحقيقى فى مصر، كما أن كلامه والذى قال فيه إنه لا صحة لدعاوى المعارضة بجمود الحياة السياسية فى مصر يحتاج إلى وقفة.
استشهد جمال مبارك على إنجازات الحزب الوطنى بأن الحزب أنجز إصلاحات دستورية واسعة، والعمل على زيادة عدد مقاعد المرأة فى البرلمان، وإتاحة الفرصة للمنافسة على منصب رئيس الجمهورية، ودلل على حيوية هذا التعديل بوجود جدل سياسى مستمر بين الأحزاب على من يخوض انتخابات رئيس الجمهورية المقبلة.
والحقيقة أن الكلام السابق الذى قاله جمال مبارك فى المنصورة لدعم مرشحى الوطنى فى انتخابات مجلس الشورى، يمكن استيعابه على نحو أنه دعاية انتخابية للحزب يمكن من خلالها شحن الناخبين للتوجه إلى صناديق الانتخابات لصالح الحزب، لكن إخضاع هذا الكلام للواقع السياسى سيعطى حقائق مختلفة.
أول هذه الحقائق يتعلق بجمود الحياة السياسية فى مصر، وهى بالفعل جامدة، والشاهد على ذلك انفراد الحزب الوطنى بالسلطة منذ أن ظهر على سطح الحياة السياسية عام 1979 وحتى الآن، وفى سبيل احتفاظه بها قام بإعدام الأحزاب السياسية المعارضة علناً، وذلك بتضييق الخناق عليها تارة والتدخل فى شئونها تارة أخرى، ومع مرور الوقت أصبحت هذه الأحزاب كالخيل الذى ينتظر رصاصة الرحمة، نصب الحزب الوطنى سيرك الديمقراطية لكنه عمل على إبقاء الخيوط كلها فى يديه مستخدما فى ذلك خضوع كل الأجهزة التنفيذية له.
أما فيما يتعلق بالإصلاحات الدستورية فتشتمل على الكثير من المآخذ، أهمها أنها اشتملت على أكبر ضربة وجهت لنزاهة الانتخابات، وهى إلغاء الإشراف القضائى عليها، وفى بلد مثل مصر له تراث عريق فى تزوير الانتخابات كانت عملية الإشراف القضائى هى الضمانة الوحيدة لنزاهة الانتخابات، أما ما يقال عن التعددية فى انتخابات رئيس الجمهورية، فالإصلاحات التى قامت عليها هى فى الحقيقة إصلاحات مقيدة، ولا تعطى الفرصة العادلة لكل المرشحين، وليس معنى أن كل الأحزاب تناقش الآن من سترشحه من صفوفها دليل على صحة هذه التعديلات لسبب بسيط أن هذه الأحزاب شبعت موتاً، وبالتالى فليس لديها ما تعطيه فيها، ولو عدنا إلى البداية سنجد أن الحزب الوطنى هو السبب فى ذلك.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة