لماذا لا تكرم «الثقافة» الفنان محمد كامل حسن الذى ساهم فى نجاح شادية وعماد حمدى ومديحة يسرى ؟

الخميس، 27 مايو 2010 10:37 م
لماذا لا تكرم «الثقافة» الفنان محمد كامل حسن الذى ساهم فى نجاح شادية وعماد حمدى ومديحة يسرى ؟ أفيش فيلم"حب وإعدام"
سعيد شعيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ قدم 60 فيلماً و80 مسلسلاً إذاعياً وأول مسلسل تليفزيونى وأكثر من 80 كتابا قررت المغرب تدريس بعضها فى مدارسها

رغم أننا نستمتع بأكثر من 60 فيلماً كتبها وأخرجها وأنتجها ومثل فى بعضها، ورغم أننا نستمتع بالموسيقى التى لحنها، بالإضافة إلى عشرات المسلسلات الإذاعية، ورغم أن له أكثر من مائة كتاب تنتشر من المحيط إلى الخليج، فللأسف ذهب اسمه فى متاهة النسيان، هو محمد كامل حسن، السيناريست والأديب والمؤلف السينمائى والإذاعى وصاحب الكثير من المؤلفات الدينية والفلسفية والتاريخية، بل تحقق كتبه أعلى مبيعات، مثل معرض بيروت الدولى للكتاب الذى حقق كتابه «عباقرة خالدون» الصادر عن مكتبة الحياة أعلى المبيعات.

ولد محمد كامل حسن فى 15 مارس 1915، وكان مغرماً بالسينما، وبسببها كان يكتب وهو طالب فى كلية الحقوق قصصا بوليسية ينشرها فى مجلة صباح الخير، كما نشرها فى عدد من المجلات الإنجليزية. وبسببها استعانت به كلية البوليس حتى يعلم الطلبة ما نسميه الآن علم البحث الجنائى الذى يعتمد على تحليل السلوك البشرى وكشف المجرمين بطريقة علمية.

هذه القصص البوليسية ظل يكتبها بعد أن عمل بالمحاماة التى كان يعتز بها، وكانت مهنة مرموقة فى ذلك الزمان، وهذه القصص كانت الباب الملكى الذى جعل أهل السينما يتهافتون عليه، وكان أول فيلم من تأليفه هو «حب من السماء» بطولة نجاة على ومحمد أمين. وقدم عدداً من الأفلام مع الممثل والمخرج والمنتج أنور وجدى، منها «عنبر» و«قلبى دليلى»، بالإضافة إلى عدد كبير من الأفلام منها: «رقصة الوداع» بطولة سامية جمال وعماد حمدى وإخراج عز الدين ذو الفقار، و«مرت الأيام» لماجدة ويحيى شاهين وإخراج أحمد ضياء، و«نافذة على الجنة» لمريم فخر الدين ومحسن سرحان، و«عدو المرأة» لزكى رستم ومحمد فوزى وصباح وإخراج عبدالفتاح حسن. كما كتب عدداً من الأفلام لحسين صدقى منها «طريق الشوك» الذى كان أول فيلم مصرى كما يقول أفيشه عن عالم الحشيش، وكتب له أيضاً الفيلم الشهير «المصرى أفندى».

ولأن أفلامه كانت ناجحة، ورغم أن معظمها كان يستند إلى حبكة بوليسية، فإنها تنوعت ما بين الاجتماعى والغنائى والاستعراضى وغيرها، كان طبيعيا أن يشارك فى أعماله الكثير من نجوم ذلك الزمان: مريم فخر الدين، وسميرة أحمد، وكوكا، وعبدالعزيز محمود، ومديحة يسرى، وتوفيق الدقن، وإسماعيل يس، وشكرى سرحان، وصلاح ذو الفقار، وشادية، وغيرهم. كما أن الفنان الذى رحل فى 15 أبريل 1979 هو أول من ابتكر فكرة المسلسل الإذاعى البوليسى الذى كان يذاع عقب نشرة أخبار الخامسة عصراً، على حلقات كل منها 15 دقيقة، على امتداد 30 حلقة. وحسب ما ذكره الكاتب الكبير صلاح عيسى فى مجلة الأهرام العربى 12-9-2009، فقد بدأها فى منتصف الخمسينيات بمسلسل «حب وإعدام» التى ما كادت حلقته الأولى تذاع حتى اجتذبت المستمعين الذين أخذوا يتابعونه بشغف شديد فى الشوارع والبيوت وفى القرى والمدن التى كانت تكاد تخلو من المارة.

وقد نشر المؤلف هذا المسلسل فى رواية فيما بعد، وهو ما فعله فى عديد من المسلسلات الأخرى، وصلت إلى 80، منها «من القتل»، «ليلة رهيبة»، «هل أقتل زوجى» وتحولت العديد منها إلى أفلام مثل «حب وإعدام» وكان بطولة سميرة أحمد وعماد حمدى وأمينة رزق وعباس فارس ومحمود الخليجى وإخراج كمال الشيخ.

كما أنه صاحب أول مسلسل تليفزيونى مصرى كتبه فى 40 حلقة، اسمه «الرمال الناعمة»، كما أنه أخرج بعض قصصه، منها فيلم «السابحة فى النار» بطولة سميرة أحمد، وعماد حمدى، وشكرى سرحان. وكتب الموسيقى التصويرية لأفلام أخرى منها «الرسالة الأخيرة» عام 1964، و«وحيدة» عام 1961.

لكن كل هذا النجاح والحضور الاستثنائى فى السينما انقطع فجأة، ففيما يبدو تعرض الفنان الكبير محمد كامل حسن لأزمة عنيفة دون إرادته، تتعلق بأسباب سياسية وقتها، تسببت فى رحيله عن مصر إلى الكويت ومن بعدها لبنان. وهى الفترة التى ابتعد فيها تماما عن السينما، وتفرغ للمؤلفات الدينية والتاريخية والفلسفية، صدر له أكثر من 80 كتابا، عشرات منها مقرر حتى الآن على مكتبات المدارس الإعدادية والثانوية فى المغرب، وفى مكتبة الملك فهد الوطنية بالسعودية منها خديجة بنت خويلد، والحسين بن على، وصلاح الدين الأيوبى، والحسن بن على، وأبوبكر الصديق، والجن والعفاريت، وقنديل بنى إسرائيل، وعشرات غيرها.

هذا الإنتاج الغزير لا نعرف عنه شيئاً، كما لا نعرف أيضاً عن باقى مؤلفاته التى أخذت بعدا فلسفياً منها «ديكارت»، و«غاندى»، و«جان جاك روسو»، و«شكسبير»، و«جورج واشنطن»، وغيرها، وغيرها. كل هذا الإبداع للأسف لا نعرف عنه شيئا، وأظن أننا بحاجة لأن نستعيد هذا الفنان الكبير، وأن تعيد وزارة الثقافة عبر مؤسساتها الكثيرة طباعة أعماله الغزيرة مرة أخرى، وأظن أن المركز القومى السينما يمكنه أن يصدر عنه كتاب يشمل إبداعاته السينمائية، كما نحتاج لأن يقام حوله عدة ندوات لتعريف الناس به، ويمكن لمهرجان القاهرة السينمائى أن يخصص ندوة وكتيبا عنه.. ففى استعادة هذا التاريخ الحى الكثير من الفوائد، أظن أننا بحاجة ماسة إليه.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة