مدحت حسن

مصرى بكل فخر

الخميس، 27 مايو 2010 09:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما بدأت كتابة هذا المقال كان ومازال المبدع الكبير أسامة أنور عكاشة يصارع هجومه مباغتة من مرض عضال جعلته طريح الفراش فى مستشفى وادى النيل.

أسامة أنور عكاشة ليس مجرد كاتب أو أديب أو مؤلف درامى صاغ ببراعة روايات أدبية تحولت لأعمال تليفزيونية وسينمائية شكلت وجدان الملايين منذ منتصف الثمانينات، عكاشة الذى ولد فى مدينة طنطا بمحافظة الغربية فى 27 يوليو 1941 وتخرج من كلية الآداب عام 1962 كان من أبناء المرحلة الناصرية قلبا وقالبا عاش سنواتها، وتشبع بأفكارها وآمن بمبادئها، ودافع عنها ومع الوقت امتلك الشجاعة الاعتراف بأخطائها.

فى رأيى أن هذا الرجل لم يحصل على ما يستحقه كأهم كاتب درامى لم يتعامل مع كتابة المسلسلات التليفزيونية على أنها مجرد عمل للتربح والتسليه وملء ساعات الإرسال على شاشات قنوات المسلسلات، من يرصد أعماله التليفزيونية يجد حيرة كبيرة حول قدرته على ابتكار كل هذه الشخصيات المبهرة التى نراها حولنا فى كل مكان من الراية البيضا إلى عصفور النار، مرورا برحلة أبو العلا البشرى وحتى ضمير أبلة حكمت والشهد والدموع وليالى الحلمية وأرابيسك وزيزينيا وصولا إلى المصراوية.

شخصيا لا آمل إطلاقا من مشاهدة هذه الأعمال واسترجاع مشاهدها ومفردات الحوار التى جاءت على لسان أبطاله، وخصوصا مشاهد أبو العلا البشرى وأمله فى مقاومة القيم الهابطة بنشر الأخلاق، وقدرته على رسم هذا الصراح الأبدى بين الحق والخير من ناحية وبين القبح من جانب آخر على لسان الدكتور مفيد أبو الغار، وفضه المعداوى، وتنبؤه بما يحدث لنا الآن فى الواقع من سيطرة أشباه فضه المعداوى على كل شىء وليس فقط على فيلا أبو الغار.

فى منتصف التسعينات كنت أراسل بعض الصحف العربية من القاهرة، وفكرت فى كتابة عدة تحليلات لشخصيات مسلسلات أسامة أنو عكاشة تنشر على حلقات واتصلت به وناقشته فى جوانب ومضمون الكثير من شخصياته، وكان يجيبنى فى الهاتف عن شخصيات أعماله، وهو يدافع عن مواقفها، ويتحمس لما فعلته أو قالته وهو يراها تتحرك أمامه، ومرت الأيام ولم أحدثه لسنوات طويلة حتى هاتفته مرة ليشارك كضيف فى برنامج تليفزيونى كنت أعده للأستاذ مجدى مهنا، وعندما ذكرته بحوارنا قبل سنوات قال لى إنه بحث عنى كثيرا ليحصل على نسخة من الحلقات التى نشرتها، ولكنه لم يتمكن من ذلك، وللأسف لم أستطع وقتها أن أوفر له هذه النسخ فقد مرت سنوات على نشرها، وقد أسعدنى اهتمامه بشىء بسيط جدا لن يضيف له، ولكنه كان يقدر قيمة ما بذل فيه من جهد، وكان فى حواره معنا وقت التسجيل كعادته يفيض حبا وعشقا لمصر، وكان مؤمنا حقا بدور وقدر مصر وقيمة أن نكون مصريين حتى لو كانت الظروف الحالية لا تجعلنا سعداء، ولكنه كان وما زال مصريا بكل فخر.

• كاتب صحفى بالأهرام.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة