علاء عريبى

هيبة القضاء

الجمعة، 28 مايو 2010 12:09 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أعرف لماذا تقدم المستشار محمد الحسينى، رئيس مجلس الدولة، ببلاغ‮ ‬للنائب العام ضد جريدتى المصرى اليوم واليوم السابع؟،‮ ‬وما الذى يستند عليه قانونا لمنع النشر؟،‮ ‬وما الذى يمس هيبة القضاء فى نشر وقائع رشوة أو فساد؟،‮ ‬ولماذا نقبل النشر عن الوزراء والصحفيين ورجال الشرطة والفنانين والموظفين وأساتذة الجامعة وعامة الناس ونرفضه بالنسبة لأعضاء الهيئة القضائية؟،‮ ‬ولماذا يسعى القضاة إلى التعتيم على وقائع الفساد التى قد تقع من البعض بالهيئة القضائية؟‮.‬

لقد انزعجت بشدة عندما قرأت البلاغ‮ ‬المقدم من رئيس مجلس الدولة،‮ ‬وانزعاجى ليس لأنه يريد المحافظة على شكل وهيبة زملائه فى مجلس الدول‮‬ة،‮ ‬بل للتعميم الذى سحبه على أعضاء الهيئة القضائية بشكل عام،‮ ‬ودفعه أو تحريضه أعضاء النيابة العامة لمساندته فى موقفه،‮ ‬حيث جاء فى نص بلاغه‮: "‬فضلاً‮ ‬عن هيبة هيئتكم القضائية الموقرة،‮ ‬وما ارتأته من رأى تبتغى به الصالح العام‮"‬،‮ ‬فهو هنا يخاطب النائب العام أو أعضاء النيابة العامة،‮ ‬ويحثهم على تبنى شكواه،‮ ‬والحقيقة أننى توقفت أمام هذه الجملة عدة مرات،‮ ‬ولم أستطع الخروج بمعنى سوى هذا،‮ ‬فما معنى أن يتقدم بشكوى للنائب العام،‮ ‬ويخاطب النائب العام ويحضه على المشاركة،‮ ‬أو يلفت انتباه النائب العام إلى أن نشر وقائع الفساد ليس فى مصلحة أعضائه،‮ ‬أو أنه يعد النشر انتقاصا أو انتقادا للرأى الذى توصل إليه النائب العام فى هذه القضية،‮ ‬صراحة هذه الجملة شديدة الغرابة،‮ ‬وأظن أن معالى المستشار رئيس مجلس الدولة كان يجب ألا يتضمنها شكواه.

‬كما أننى أيضا لست معه فى اعتبار نشر وقائع الفساد فى أى هيئة أو مؤسسة ينال من هيبة أو مكانة سائر العاملين بها،‮ ‬فالهيئة القضائية فى مصر لها كل الاحترام والتقدير،‮ ‬وهناك اتفاق عام من طبقات الشعب المختلفة على نزاهة وعدالة أفراده،‮ ‬ولكن مثل أى وظيفة أو مهنة هناك قلة قد تضعف أمام الحاجة أو بسبب التربية أو أمام الضغوط،‮ ‬وضعفها هذا يجب أن يواجه بالقانون،‮ ‬كما يجب أن يعلن لجميع أفراد المجتمع،‮ ‬والإعلان هنا يعد رادعا أخلاقيا واجتماعيا للذين يفكرون فى أن يستسلموا لضعفهم،‮ ‬سواء أكانوا من الهيئة القضائية أو من الصحفيين أو الوزراء أو رجال الشرطة أو من عامة الناس،‮ ‬وأظن أن الإعلان أو النشر عن الجرائم كان معمولاً‮ ‬به منذ مئات السنين،‮ ‬وكان يتخذ شكل التجريس‮ ‬بأن يحمل المدان فى جريمة ما على دابة ويلف به البلدة مع مناد يعلن للعامة عن جريمته والحكم الصادر ضده،‮ ‬كما أن الأديان أخذت بمبدأ الإشهار فى تنفيذ العقوبة،‮ ‬فالقطع والرجم والجلد يتم تنفيذها أمام العامة،‮ ‬فلماذا نسعى نحن إلى التعتيم حول وقائع الفساد متذرعين بالهيبة ‬الذى يخاف على مكانته ومركزه لا يخالف القانون‮.‬

نقلا عن الوفد 26-5-2010.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة