الصمت الدولى تجاه الجرائم الإسرائيلية المتوالية فى حق العرب والفلسطينيين هو ما دفع الحكومات الإسرائيلية على اختلاف توجهاتها إلى اعتبار كل خرق للقانون الدولى، وكل تنصل من مسئوليتها، كسلطة احتلال تجاه الشعب الفلسطينى، حقا مشروعاً لها.
الخطط الإسرائيلية لابتلاع الأراضى الفلسطينية فى الضفة الغربية مستمرة بانتظام بدءاً من نزع ملكية المنازل فى القدس ومحيطها مروراً بطرد السكان العرب من أراضيهم بدعوى المنفعة العامة وصولاً إلى ابتلاع الممتلكات العربية للفلسطينيين الصامدين بعد النكبة الأولى عام 1948
ويترافق مع تلك الخطط المخالفة للقانون الدولى الحصار البربرى براً وبحراً وجواً لقطاع غزة ومنع المؤن والأدوية وكل وسائل الحياة عن سكان القطاع بدعوى مواجهة حركة حماس وهو زعم كان يستحق وقفة دولية تعاقب المسئولين الإسرائيليين فى حكومات شارون وأولمرت ونتانياهو بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
لن أشير إلى جرائم الحرب الإسرائيلية الموثقة بالصوت والصورة فى العدوان الأخير على الأقل على غزة والموثقة بحسب تقرير القاضى جولدستون وهى العقوبات التى أفلتت منها المسئولية فى تل أبيب بتواطؤ دولى مخزٍ لا شك، سيكون علامة على انحطاط المعايير الدولية فى حقبتنا الراهنة، لكن هذا التواطؤ الدولى المخزى هو نفسه ما يدفع حكومة تل أبيب إلى مزيد من العدوان المسعور على جيرانها فى المنطقة وعلى الفلسطينيين وعلى أى محاولة دولية ولو غير رسمية لإظهار التعاطف والتعاون مع الضحايا الفلسطينيين.
هذا ما يحدث يوميا عبر الغارات المكثفة على مداخل قطاع غزة وهذا ما يبدو فى تصريحات نتانياهو المتعالية والمهينة وغير المقبولة من أن إسرائيل لا تفكر فى مهاجمة سوريا أو لبنان وهى تصريحات إنما تعكس مدى رخاوة الوضع القانونى الدولى الذى يسمح بإعلان نوايا العدوان وربطها بإرادة دولة دون اتخاذ الخطوات الكفيلة لردعها حفاظاً على الأمن والسلم الدوليين.
وهذا ما يتجلى أيضا فى الأمر الذى أعطته حكومة نتانياهو بالهجوم على أسطول الحرية التى انطلقت من المياه القبرصية لإعلان تضامن عدد من النشطاء المدنيين مع ضحايا العدوان الإسرائيلى فى غزة ،الأمر الذى نتج عنه مصرع 16 وجرح 50 ناشطا سلميا وفق آخر الإحصاءات، وتوجيه لطمة جديدة للمجتمع الدولى.
المجتمع الدولى بات فى حاجة ماسة إلى ردع هذه الدولة العدوانية قبل الدخول فى الفوضى التى يمثلها الغياب الفعلى للقانون الدولى والمؤسسات الحافظة له وإلا لن يكون هناك معنى لأى عقوبات على إيران أو أى التزامات على كوريا الشمالية.
هل هناك معنى لصمت الجمعية العامة للأمم المتحدة والدول الدائمة العضوية فى مجلس الأمن؟ هذا المعنى لو أمكن تفسيره سيكون دعوة صريحة لكل القوى المستضعفة بالسعى لامتلاك وسائل الردع غير التقليدية الكفيلة بإنصافها ضد قوى العدوان.
موضوعات متعلقة
إسرائيل تمنع نشر أى معلومات عن ضحايا "أسطول الحرية"
إصابة الشيخ"صلاح" بجروح فى هجوم أسطول الحرية
هنية: مهاجمة الأسطول "جريمة سيكون لها تداعياتها"
موسى يقطع جولته ويعقد اجتماعًا طارئًا
إعلان الحداد فى فلسطين على ضحايا الهجوم الإسرائيلى
الخارجية التركية تدين الهجوم على قافلة المساعدات
سقوط 16 قتيلاً فى الهجوم الإسرائيلى على "أسطول الحرية"
رغم قصف أسطول الحرية ..قطر تستقبل وزير صناعة إسرائيل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة