غدا يتوجه الناخبون فى مصر إلى صناديق الاقتراع فى انتخابات التجديد النصفى لمجلس الشورى، وبالرغم من أن التراث الانتخابى لمجلس الشورى لا يحمل فضائل تذكر فى مسار التجربة الديمقراطية طوال السنوات السابقة، إلا أن الانتخابات التى ستجرى غدا تأتى فى توقيت هام، فهى تتم فى ظل حالة من الشد والشك المتبادل بين الحكومة والمعارضة، كما أنها تعد التجربة الانتخابية الأولى بعد ظهور الدكتور محمد البرادعى فى الحياة السياسية المصرية كطرف ينادى بالتغيير، وقيادته للجمعية الوطنية للتغيير التى يحتشد فى عضويتها أطياف مختلفة من التيارات السياسية والمستقلين، كما تجرى الانتخابات فى ظل مشاركة هى الأولى من جماعة الإخوان المسلمين، والتى لم تعطى أهمية من قبل لمثل هذه الانتخابات، بينما كان تركيزها يذهب إلى انتخابات مجلس الشعب، كما أنها تأتى بعد أيام من ممارسة انتخابية ناجحة فى حزب الوفد على رئاسته، وانتهت بفوز سيد البدوى، على محمود أباظة، أى فوز المنافس على من كانت مقاليد الحزب بين يديه.
والمؤكد أن تجربة الوفد تؤجج الشوق لأن يكون فى مصر انتخابات عامة نزيهة، لا تقتصر على المنافسات الحزبية وإنما تمتد إلى كل الانتخابات العامة.
الأجواء السابقة تقودنا إلى القول بأنه فى حال عدم إجراء انتخابات الشورى بنزاهة، سيكون هذا نذير شؤم لانتخابات مجلس الشعب المقبلة، حيث سيؤكد الحزب الوطنى أنه مصمم على أن تكون الأغلبية المطلقة له، دون أى رغبة منه فى مشاركة أطراف معارضة حقيقية وليست مصطنعة، ولتحقيق هذا الغرض لن يتوانى الحزب عن اتباع كل وسائل التزوير، وفى مقدمتها عملية تقفيل اللجان.
ومع افتراض تزوير انتخابات الغد، سيترقب الكل كيف ستتعاطى الجمعية الوطنية للتغيير مع هذا التزوير، فإن هى تعاملت مع هذا التزوير بعدم الأهمية، ولم تدرسه جيدا من زاوية أنه جاء بعد مولدها، فستخسر جانب من هيبتها الجماهيرية التى تكونت فى الفترة الماضية، أما لو أفلح الحزب الوطنى وأدار انتخابات حقيقة نزيهة فهذا يعنى انقلابا، يدفعنا إلى تصفيق حاد ومتواصل.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة