هل ستذهب للإدلاء بصوتك فى انتخابات الشورى؟. سؤال وجهته لكل من أعرفه فى القاهرة وخارجها وكانت الاجابة واحدة: انتخابات إيه؟.. طيب الا تخاف من الغرامة التى قررتها اللجنة العليا للانتخابات. الرد: لجنة إيه؟. ومن بين هؤلاء فلاحين وعمال ومهنيين بعضهم ينتمى لنقابات مهنية أو نوادى يحرص على الذهاب للادلاء بصوته فيها.، والسبب طبعا معروف، من يدلى بصوته فى نقابة يعرف أن صوته له قيمة. بينما من يشاهد الانتخابات البرلمانية والمحلية يعرف أن صوته لن يفرق كثيرا، خاصة وأن الحزب الوطنى ينافس نفسه.
الحزب الوطنى وحكومته يرفعون رايات الاقتصاد الحر والمنافسة الاقتصادية، بينما يرفضون المنافسة السياسية وتداول السلطة. وهذه الانتخابات تجرى بلا منافسة، وكل الانتخابات التى تجرى لا يرضى الناخبون عن المرشحين وكان عليهم الاختيار بين أنواع من الأنفلونزا. وعود فارغة مقابل شعارات أكثر فراغا، وضجيج بلا طحن.
الانتخابات البرلمانية بأنواعها طاردة للمرشحين وخالية من المنافسة، والتداول اهم عناصر الديموقراطية.
لهذا تبدو دعوة الناخبين للذهاب الى لجان الانتخابات تحصيل حاصل، وتخويف الناخب من ضياع صوته أمر يثير السخرية. مثل تحذير غريق من بلل ملابسه. فهل يمكن تصور أن يخرج سكان العشوائيات للتصويت لمن" عشوؤهم"، أو العاطلون لمن "عطلوهم" أو يصوت المرضى لمن أمرضوهم.. حالة واحدة فقط يخرج هؤلاء، عندما يقبضون ثمن الصوت بالتقسيط أو فورا، مثلما اعتادوا خلال االمرات السابقة، وباعوا أصواتهم لنواب يصفقون ضد ناخبيهم، ويعطون ظهورهم للعمال والفلاحين الذين يحملون صفاتهم للمرور والتمثيل على الناخبين، ومع هذا نجد من يزعم أن ملايين ستخرج وهم لايتجاوزون الآلاف وفى انتظار أن تخرج أرقام اللجنة لتغير الواقع وتجمل الحقيقة المرة، هى ليست انتخابات حرة بل موسم للفضل والبواقى وتجارة الأصوات بشكل محدود.
انتخابات مزدحمة بالمرشحين خالية من الناخبين والبرامج ضجيجها أضعاف حقيقتها، ولهذا أعطاها المواطنون ظهورهم مبكرا، وانصرفوا عنها إلى مشكلاتهم التى أغرقهم فيها حزب يدعوهم للتصويت على مزيد من الوجود المزمن.