توج الأهلى بطلا للمسابقة قبل ثلاث مراحل من نهاية الدورى الممتاز المصرى لكرة القدم وبفارق اثنتى عشرة نقطة عن أقرب منافسيه وهو جاره ومنافسه الأزلى الزمالك.
واللقب هو الخامس والثلاثون للأهلى فى تاريخ المسابقة مقابل 17 لقبا لكل الفرق الأخرى (11 للزمالك و2 للإسماعيلى وواحد لكل من الترسانة والأوليمبى وغزل المحلة والمقاولون العرب).. أى أن الأهلى فاز باللقب أكثر من ضعف عدد مرات فوز منافسيه.. وهى بالمناسبة المرة السادسة على التوالى، بينها خمس مرات كان التتويج محسوما قبل عدة مراحل من نهاية المسابقة ما يشير إلى حجم التفوق الكبير للأبطال.
ورغم سفسطة الادعاءات الرخيصة التى يطلقها البعض حول مجاملة التحكيم للأهلى فى مباراة إنبى فإن الفريق البطل عانى من أخطاء الحكام خلال الموسم أكثر من كل الفرق الأخرى حتى التى هبطت إلى الدرجة الثانية.. وشاهد الجميع ركلة جزاء وهمية للمحلة ضد الأهلى، وإلغاء هدف صحيح ضد بترول أسيوط، وعدم احتساب هدف صحيح ضد بتروجيت، واحتساب هدف من تسلل واضح لحرس الحدود، بالإضافة لسلسلة من ركلات الجزاء الواضحة والصحيحة التى تجاهل الحكام احتسابها لصالحه.
وسقطت أيضا الدعاية الكاذبة والمختلقة ضد الأهلى بدعوى أنه يفرغ الأندية الأخرى من نجومها ليفوز بهم ببطولاته.. ولم يضم الأهلى لصفوفه مؤخرا سوى شريف عبدالفضيل من الإسماعيلى واعتمد تماما على أشباله الصاعدين وتوج بهم بطلا.
إذن لماذا يفوز الأهلى باستمرار حتى ولو كان الحكام ضده وحتى لو لم يدعم فريقه واعتمد على أشباله، هذه هى الدروس..
الدرس الأول هو التركيز الكامل فى كرة القدم.
مجلس الإدارة منح اللاعبين والفريق استقرارا كاملا دون أدنى تدخل أو اهتمام بالرأى العام الخارجى.. ولم يشغل نفسه بأخطاء التحكيم، معتبرا أنها جزء من اللعبة، وأنها غير مقصودة ولم يحتج يوما أو يطلب حكما أجنبيا أو يرفض حكما بعينه.
بينما تفرغ الآخرون للصراخ مع أى خطأ ضد فريقهم، والأعجب أنهم صرخوا بصوت أعلى بعد مباراة الأهلى وإنبى وهم ليسوا طرفا.
والدرس الثانى هو منح الثقة للشخص ليعلو فوق طاقاته ويبذل قصارى جهده لناديه وفريقه.
ورغم محاولات التقليل من شأن المدير الفنى حسام البدرى من جانب كبير من الإعلام الآن، فإن الإدارة دعمته بكل قوة وأكدت ثقتها فى كفاءته مما منحه جوا مناسبا هادئا للعمل داخل النادى.
ورغم الهجوم الضارى على تجربة إشراك الأشبال فإن البدرى تمسك بهم وأشركهم بانتظام وجنى الثمرة فى النهاية.
والدرس الثالث هو استغلال الجوانب الإرادية فى شخصية الإنسان، وهى الموجودة نظريا عند الجميع قبل الجوانب الخلقية والإبداعية التى يختار الله لها عددا من البشر دون الآخرين.
ومع الغياب الطويل لأبرز الموهوبين محمد أبوتريكة وعماد متعب والأنجولى جيلبرتو ومعتز إينو والغياب المتكرر لأحمد فتحى وأحمد حسن وسيد معوض ومحمد بركات، كان ضروريا الاعتماد على اللاعبين الأقل مهارة وموهبة.
وهنا نجح الأهلى فى استثارة الهمم والطاقات للأقل موهبة، وذلك بشحنهم نفسيا لإخراج أفضل ما لديهم من جهد والتزام وقوة ومنافسة فى كل المواقف وعدم اليأس طوال الوقت.. وهو الأمر الذى أعاد الأهلى إلى الكثير من المباريات بعد أن تأخر بهدف.
والدرس الرابع هو العدل بين كل اللاعبين، والتطبيق الفورى للعقوبات فى حالة الخطأ.. مع جماعية العمل، وإضفاء أجواء من السرية على الخلافات والأزمات التى تصاحب العمل.
وعلى مدار الموسم كاملا ورغم تعدد الأزمات الفنية أو الإدارية أو المالية إلا أن الإدارة أولا والجهاز الفنى ثانيا أنزلا ستارا حديديا حول فريق الكرة فلم يخترقه أحد.
لجنة الكرة هى حلقة الوصل بين مجلس الإدارة وقطاع الكرة.
وهادى خشبة هو حلقة الوصل بين لجنة الكرة والفريق، ولا يمكن لأى شخص أن يخترق تلك السلسلة المترابطة.
ولكل لاعب دوره وحدوده ولا يمكن لأحد تجاوز حدوده، والعقوبات فورية وصارمة ومعروفة مسبقا للجميع.. ولا فارق بين كابتن الفريق أحمد السيد والناشئ الجديد أيمن أشرف أصغر الناشئين.
ويذكر الجميع أن البطاقة الحمراء التى أدت إلى طرد أحمد السيد كابتن الأهلى فى مباراته الافتتاحية فى الموسم الحالى ضد حرس الحدود على كأس السوبر المحلية قد عرضته لأقصى عقوبة لأى لاعب خلال الموسم.
والدرس الخامس هو العمل الجاد من اللحظة الأولى وحتى الأخيرة سواء على مدار الموسم من مباراة إلى أخرى، أو خلال المباراة نفسها من الدقيقة الأولى وحتى صافرة النهاية.
ولعل تفوق الأهلى الباكر فى الدور الأول هو السبب الرئيسى فى تتويجه بطلا بفارق مريح رغم صحوة الزمالك فى مرحلة الإياب.. كما أن قدرة الأهلى على التعادل أو الفوز فى الدقائق الأخيرة الحاسمة فى مبارياته دليل جديد على أحقيته وتفوقه.
الأهلى توج بطلا بفضل العمل السليم خارج الملعب، والذى ظهرت نتيجته فى الملعب.
وأتمنى أن يحذو الآخرون حذوه ليتبعوه على طريق البطولات.