يحيرنى كثيراً أمر الدكتور حسام بدراوى فى علاقته بالحزب الوطنى الذى يعد أحد قياداته، فإن قرأنا أو سمعنا آراءه دون أن يكون لدينا فكرة مسبقة عن عضويته فى الحزب، فسنظن على الفور أنه معارض بامتياز، ولن يدور بخلدنا أنه واحد من قيادات الحزب البارزين.
يتحدث حسام بدراوى عن الحكومة بانتقاد، وعن الحزب بانتماء، وفى الحالتين دائم التأكيد على أن الحزب غير الحكومة، وبهذه الحسبة الانفصالية علينا أن نقتنع بأن الحكومة لا تنفذ سياسات الحزب، وإذا كان ذلك صحيحاً فلماذا لا يحشد الدكتور حسام الجهود فى الحزب للمطالبة بإقالة الحكومة؟
يتحدث حسام بدراوى بأفق ليبرالى واسع عن الديمقراطية والمشاركة السياسية، وعن حقوق الإنسان وحقوق المعارضة، وعن ضرورة التغيير باعتباره سنة طبيعية فى المجتمعات، ومع تصميم الحزب على عدم الأخذ بها، يبدو بدراوى كأنه يغرد خارج السرب، الأمر الذى يؤدى إلى تساؤل عما إذا كان هذا الدور ينفذه بلغة الضمير، أم أنه دور مرسوم حتى يبدو أن الحزب فيه أكثر من صوت؟
وحتى لا يبدو الأمر هجوماً على الرجل أقول إننى من المعجبين بآرائه، وممن يعتقدون بأنه يتحدث بلغة الضمير، وهى اللغة التى تجعله منفتحا على الآراء المعارضة للحزب، كما تكسبه احتراماً من أهل المعارضة، ولو كان هناك استثمار حقيقى من الحزب الوطنى لدوره وآرائه، المؤكد أن الحزب كان سيجنى الكثير من الفوائد.
فى كلام بدراوى الأخير فى اجتماع لجنة السياسات، أشياء تستحق الكثير من التوقف، فهو رحب بالإشراف على الانتخابات القادمة، مشيرا إلى أنه فى الوقت الذى يتحدث فيه الحزب عن نزاهة العملية الانتخابية، وعدم وجود تزوير عليه أن يتقبل المراقبة، لأنه «مش خايف من حاجة» وليس لديه ما يخفيه، وقال إن الإصرار على عدم وجود رقابة دولية أمر يثير الشكوك حول الانتخابات القادمة، وأضاف أن الحزب وعد بإلغاء الطوارئ، وإجراء الانتخابات القادمة بدونها.
تحدث بدراوى عن ضرورة التغيير وغياب الحكومة وأشياء أخرى كثيرة تلامس مشاعر المواطن العادى، الذى يؤكد الحزب الوطنى كل يوم أنه المعبر الطبيعى عنه، فلماذا لا يأخذ الحزب برأى حسام بدراوى مرة واحدة، ثم يقيس شعبيته بعدها؟
ولأن السؤال لن تكون هناك عليه إجابة شافية، أدعو الكل إلى الانتباه إلى تحذيره باحتمالات أن تكون الانتخابات القادمة مزورة، فهى شهادة تأتى من أحد أركان الحزب الذى يحكم مصر.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة