11 شمعة أضاءت سماء الحرية فى مصر، وكانت عنوانا مهما وصاخبا فى زيادة حراك "برامج التوك شوك" ليس فى مصر فحسب ولكن فى الوطن العربى، بل يعد برنامج "القاهرة اليوم" الذى يذاع على قناة الأوربت المشفرة قاطرة برامج "التوك شو" دون منازع أو منافس، والدليل على ذلك أن البرنامج وطوال 11 عاما كاملة لم يعتذر عن بث حلقة واحدة، كما أنه الأعلى مشاهدة، حيث وصل عدد مشاهديه 12 مليون مشاهد، وعدد زوار صفحته على شبكة الإنترنت وصل إلى 825 ألف متصفح.
والحقيقة أن احتفال برنامج "القاهرة اليوم" بعيد ميلاده الـ 11 عاما أمس، الأربعاء، إن دل على شىء فإنما يدل على أنه البرنامج الأعرق والأقدم فى مصر والوطن العربى، ويرسخ لقاعدة أن احترام عقلية المشاهد، والقدرة على اختيار القضايا لطرحها للمناقشة وبمعالجة مختلفة، إنما يحقق النجاح الكبير والمبهر.
ويبقى السر الأبرز فى نجاح برنامج "القاهرة اليوم" ويتمثل فى مقدمه عمرو أديب، فالرجل حطم سقف الحرية وكسر كل التابوهات، بحرفية ومهنية رفيعة المستوى، كما أنه الوحيد من بين كل أقرانه الذى يقدم برنامج "التوك شو" بمعناه ومفهومه الحقيقى، وليس قارئ نشرة يذيع الأخبار التى نشرتها المواقع الإخبارية والصحف، والاكتفاء بتعليقات الضيوف من خلال المداخلات التليفونية دون إبداء وجهة نظر من المذيع، وهو ما يفقد الهدف من "برامج التوك شو"، وهو الأمر الذى فطن إليه الزميل عمرو أديب، وأسس لنفسه شخصية وطريقة لتقديم برنامج "التوك شو" معنى وقيمة وحقيقة، ليكون استثناء وليس استنساخا، وحتى عندما حاول البعض تقليده فشلوا، ليبقى عمرو أديب المحترف الأوحد على الساحة الفضائية فى تقديم برامج "التوك شو" ودخل قلوب الناس من أوسع أبوابها.
عمرو أديب يمثل حالة فريدة من حالات مقدمى برامج "التوك شو" فى الوطن العربى، بما يملكه من أدوات وحرفية، أجبر منافسيه على احترامه قبل محبيه وعشاقه، والتف الجميع حول شاشة برنامجه، لصدق وأهمية ما يقدمه من قضايا جماهيرية فى كافة المجالات، ومن بينها كرة القدم، ورغم عشقه لنادى الزمالك إلا أنه لم يجر على حق الأندية الآخرين، وأبرزها النادى الأهلى الخصم العتيد والأقوى لنادى الزمالك، فاكتسب مصداقية حقيقية بين الناس وأحبوه، وصدقوه.
السنوات الـ 11 مدة زمنية كبيرة كفيلة بأن تصيب الجماهير بالزهق، فيسارعوا إلى "ريموت" أجهزتهم التلفزيونية لإدارة المؤشر والانتقال إلى المحطات المنافسة، إلا أن قدرة عمرو أديب وموهبته الفطرية، أجبرت جمهوره على البقاء أمام برنامجه، بل إن جماهيريته فى تزايد مطرد يوما بعد يوم، وهى المعادلة الأصعب التى استطاع فك شفرتها "أديب" فكيف تبقى على جماهيرية برنامج بعينه، وتزيده توهجا بمرور الزمن دون أن يصيبه الصدأ والعطب؟ هذه المعادلة الأصعب أجاب عنها عمرو أديب بعد 11 عاما من بث برنامجه على قناة الأوربت، ولن أكون مزايدا إذا قلت إن برنامج "القاهرة اليوم" صنع نجاح قناة الأوربت، ومن هنا فإننى أتقدم باسم كل زملائى وأساتذتى فى اليوم السابع بالتهنئة لكل القائمين على البرنامج، متمنيا له النجاح المبهر.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة