تبدأ اليوم امتحانات الثانوية العامة، ولأنى والد لطالب سيؤدى امتحانات هذا العام، فقد جربت معنى هموم الأسرة التى لها أبناء فى هذه المرحلة الدراسية الخطيرة فى حياة أى طالب.
تدفع الأسر المصرية دم قلبها فى الدروس الخصوصية، بعد أن أصبحت هى السياق الطبيعى لكل طالب، وتبقى المأساة فى أن هذا يتم دون أن يعرف الآباء والأمهات شيئا عن مصير أولادهم فى المستقبل، فلم يعد التعليم الجامعى عربونا ذهبيا للعبور إلى حلم الحياة المستقرة لأى شاب، ولم يعد الاكتفاء بالثانوية العامة له أى قيمة، وفى الحالتين ينضم كل عام عشرات أو مئات الآلاف من الخريجين إلى طابور البطالة.
لم تعد الثانوية العامة بهيبتها القديمة، ومع ذلك لا تغادر همومها الأسر المصرية، وكثيرا ما يلح علىّ سؤال، أين ذهب أوائل الثانوية العامة فى السنوات السابقة؟، هل مازالوا فى عداد التفوق العلمى؟، فلو أحصينا الذين حصلوا فى السنوات السابقة درجة 100% أو أقل قليلا وتساءلنا أين هم لركبتنا الحسرة والخيبة، أعرف نموذجا حصل على 98 % علمى علوم، أى أن 2% فقط باقية على أن يحصل على كل الدرجات النهائية ولم يستطع الالتحاق بكلية الطب أو الصيدلة، فالتحق بكلية العلوم، وبعد تخرجه لم يجد أمامه فرصة عمل فسافر إلى دبى للعمل الحر، ونسى كل أحلامه بالتفوق العلمى.
لا أذكر ذلك مدخلا لليأس، فلا أحد يستطيع مصادرة حلم كل طالب، وإنما ليعرف الكل أن الجامعة التى كانت حلما لم تعد كذلك، والمطلوب ألا يحبس أى طالب حلمه فى مجرد الحصول على التعليم الجامعى، وإنما فى البحث عن أفق إضافى آخر.
لكل الآلاف الذين يتوجهون صباح اليوم إلى لجان الامتحانات، ندعو لهم بالتوفيق والنجاح، والأمل المشرق لهم رغم كل شىء.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة