أن تعيش تحت رحمة نظام لا يرحم.. فتلك مشكلة ما زلنا نبحث لها عن حل؟! وأن تعيش تحت عين نظام لا يخجل رجاله أصحاب الشنبات من انتهاك حرمات البيوت والتلذذ باقتحام غرف النوم وسحل الزوج وضربه على قفاه أمام زوجته وأطفاله، فذلك هو العذاب بعينه وبالمناسبة يشرب من كأس العذاب هذا العديد من الأسر الإخوانية وشباب المعارضة، وأن تعيش تحت رحمة نظام يفخر رجال أمنه بأن شعار (الشرطة فى خدمة الشعب) قد تغير على الورق، وأصبح (الشعب والشرطة فى خدمة الوطن)، ثم غيروه هم فى الواقع ليصبح الشعب والوطن فى خدمة البيه الضابط أو تحت جزمته إن أمكن.. فذلك هو القرف بعينه!
قد لا تدرك قسوة هذا العذاب المخلوط ببهارات الذل، لأنك لم تجرب يوما أن ترى دبابات بشرية تحمل على أكتافها نسور ودبابير الذى منه تقتحم عليك غرفة نومك، ولم تجرب يوما أن ينتزعك أحد من حضن زوجتك أو من حضن طفلك الذى تسقط دموعه أمامك دون أن تفعل شىء، ولم تجرب أن يأخذوك من على الكافيه أو من الشارع ليضربوك ويسحلوك ويقتلوك ثم يعودوا بك إلى الشارع ميتا أو شبه ميت، ممدا على أسفلت الأرض تواسيك أنفاسك الأخيرة، هكذا فعلوا مع خالد سعيد فى الإسكندرية، عذبوه وقتلوه ولم يكتفوا بذلك فقاموا بتشويه سمعته ولفقوا له قضية بانجو..
آسف لم أنجح فى استكمال هذا المقال.. لم أجد ما أكتبه، فكثيرا ما لا يكون للكلام أى معنى، وكثيرا ما تكون الكلمات أشرف من أن تستخدمها للكتابة عن البلطجية وقطاع الطرق الجدد الذين يملأ أغلبهم الشوارع بملابس رسمية وتحمى أكتافهم نسورا لا تأكل إلا الجيف وعقول خاوية وقلوب كالحجر وذمة كالأستيك، آسف لأن الكتابة عنهم أصبحت شيئا مقرفا ومقززا والتوقف عنها أفضل حتى وإن كانت تفضحهم.. فمن مثل هؤلاء لا يخجل من الفضيحة، ولا تقشعر خلايا جسده ولا تصيبه دعوات المظلومين بالارتباك.. لأن الله بدأ عذابه لهم مبكرا حينما ابتلاهم بنزع الإنسانية والرحمة من قلوبهم وعقولهم..
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة