لم يرى معظمكم الصور الخاصة بجثة شاب الإسكندرية خالد سعيد الذى قتله رجال شرطة الإسكندرية بدم بارد، وأخرجهم السادة وكلاء النيابة من القضية زى الشعرة من العجين بدم أبرد من دمهم وذمة أكثر مطاطية من المطاط نفسه، لم يرى أغلبكم ذلك الوجه المشوه وتلك العظام التى انبعجت وتحركت من أماكنها الطبيعية من شدة الضرب والتعذيب، لم يرى أغلبكم ذلك الوجه الذى كان باسما فى كل الصور المنشورة عن أخبار القضية وكيف تحول إلى قطعة داكنة من كثرة الكدمات وشدة العلامات الزرقاء التى خلفتها آثار تعذيب رجال حبيب العادلى لشاب ربما كانت أقصى أمانيه أن يعيش فى بلد تحفظ له كرامته قبل أن تؤمن له طعامه.
أن تشاهد روحا وهى تصعد لبارئها فذلك مشهد قد تشيب له رأسك وقد يكون سببا فى قلب حياتك رأسا على عقب، أما أن تشاهد روحا تم تشويه الوجه الذى كرمه الله فقرر رجال الداخلية أن يدوسوه بأحذية من المؤكد أنه تم شراؤها برشوة مجمعة من سائق سيارة نقل أو ميكروباص أو حتى إتاوة من عامل غلبان يدفع لكى يفترش الأرض بحثا عن لقمة عيش، أن تشاهد صورة خالد سعيد قبل التعذيب وصورة جثة خالد سعيد بعد التعذيب، وتقرأ محضر التحريات وأوراق القضية الملفقة فلا شىء يمكن أن تفعله سوى أن تكره هذه البلد التى تأكل أبنائها وتكره النظام الحاكم فردا فردا وتدعو الله بأن يأخذهم أخذ عزيزا مقتدر بعد أن يذلهم الذل الكافى تعويضا عن ما ارتكبوه من عذاب ومانشروه من بجاحة، وقبل كل ذلك لا تنسى أن تلعن تلك المؤسسات التى تضع الجهلة وأصحاب العقول الساذجة على رأس المصالح، لأنك حينما تنظر إلى القضية كيف تم تلفيقها ستدرك على الفور أن الضابط الذى فعل ذلك ومن ساعده لم يتعدى مجموع أحدهم فى الثانوية العامة 60 % ولم يكن من الممكن أن يكون أحدهم فى مكانه هذا بدون واسطة أو رشوة وبالتأكيد كانوا كلهم من أخيب طلاب الفصل، وكانوا كلهم من أولئك الصغار الذين يمثلون اشتغالة المدرسين ومادة السخرية والاستهزاء لكل الطلاب والتلاميذ الأسوياء والشطار.
صورة جثة خالد سعيد التى انكشفت فيها عورة الجسد الميت من التعذيب تكشف أيضا عورة النظام الذى يعيش على التعذيب.. صورة جثة خالد سعيد لا تتوقف فقط عند كونها عملية تعذيب راح ضحيتها مواطن بل هى صورة لنظام حاكم لا يكتفى فقط بالظلم ولا بمنع رحمة السماء عن الناس وإنما أيضا لا يجد أى غضاضة ولا يشعر بالخجل وهو يشوه سمعة شاب مصرى محترم حتى ينجو بنفسه من الاتهام بتعذيبه، لا أعرف كيف مررت ضمائر السادة الكبار فى وزارة الداخلية تلك القضية على جثة الشاب الغلبان وقامت بتشويه سمعته واتهمته بتعاطى البانجو من أجل إنقاذ ضابط أو أمين شرطة لا يساوى فى سوق الرجال الشرفاء ظافر قذر تم قصقصته من أصابع تعانى من كافة الأمراض.
عموما فليعلم السادة الكبار فى وزارة الداخلية أنهم من بدأوا تلك الحدوتة، إنهم أول من أهانوا القانون، فليعلم هؤلاء أننا لن نحب ضباطكم بعد الآن، ولن نساعدهم ولن نعاونهم، ولن نكف فى أى لحظة عن الدعاء عليكم وعليهم، فلينام كل من سهل قتل خالد وتعذيبه أو تعذيب غيره سواء كان فى الداخلية أو فى النيابة أننا لن نتوقف عن ذكره بأبشع الألفاظ، فلينام كل من كان على هذه الشاكلة وهو يعلم تماما أننا سنذكره بكل سوء ، وأننا سندعو عليه بأقصى الدعوات، ونطلب من السماء أن تريه فى نفسه وفى من يحبه أعتى الآيات، فلينام كل من سهل تعذيب خالد وغيره وكل من سهل فى تبرئة من ساهم فى تعذيب خالد وغيره وهو يعلم أن هناك ملايين تلعنه، وملايين تتوضأ وتصلى فى المساجد والكنائس لكى تدعو وتستجدى السماء بألا ترحمك، فلتناموا إن استطعتم أن تفعلوا ذلك.. ولن تهنأوا بذلك وسنظل نحن ساهرين جاهدين ندعو ونطلب من السماء أن تقبل دعوات مظاليمكم ونشهر بكم ونفضح أفعالكم حتى لا يستطيع أيا منكم أن يرفع رأسه فى وجه طفله.. أو فى وجه ربه حينما يأتى موعده.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة