لا حياة لمن تنادى.. تقول يا دكتور هانى هلال بلاش المعارك الجانبية ونتفرغ أحسن لقضايا الجامعة الأساسية، وكأنك تصرخ فى صحراء.. يا دكتور هلال الجامعات المصرية ليس لها وجود على قائمة جامعات العالم حسب معايير الإنتاج البحثى وجودة التعليم .. فتخرج لنا من الأدراج مشكلة النقاب باعتبارها أصعب من قضية فلسطين، وشعاراتها الحماسية، لا لعدوان المنتقبات على لجان الامتحان.. لا سيادة للمنتقبات على ورقة الإجابة.. لن نسمح بسؤال واحد لأى منتقبة داخل أسوار الجامعة!
انظروا ما حدث بالأمس فى جامعة الفيوم.. كشف عمداء الكليات وجوه الطالبات المنتقبات فى لجان الامتحان بالقوة، مما أدى إلى حدوث مشادات وحالات بكاء هيسترى وهرج ومرج داخل اللجان، ولم يمنع عمداء الكليات من حرمان الطالبات المنتقبات من أداء الامتحان إلا إصدار محكمة القضاء الإدارى بالفيوم حكمها بوقف تنفيذ قرار رئيس جامعة الفيوم بإلغاء امتحان الفصل الدراسى الأول فى مادة الصحة النفسية وعلم النفس الاجتماعى لـ 6 طالبات منتقبات، وإلزام الجامعة بعقد لجنة خاصة لإعادة الامتحان وحفظ حق الطالبات فى التقدير!
أمام عشوائية هانى هلال ورجاله رؤساء الجامعات فى التعامل مع قضية الطالبات المنتقبات، لم يعد أمام الطالبات إلا القضاء، وقريباً قد نجد لجان المنتقبات داخل قاعات المحاكم بدلاً من قاعات الامتحان بالجامعة!
كنا قبلنا بالفشل الذريع لوزير التعليم العالى فى قضية الحرس الجامعى وسيطرة الأمن على الجامعة باعتبارها قضية أسبق من تاريخ استوزار هلال، وقلنا إن الدكتور هانى هلال رجل يكرس جهده للبحث العلمى والارتقاء بمستوى الجامعات المصرية.
الأيام أثبتت خطأ نظرتنا، فلا الدكتور هانى نجح فى الدفاع عن استقلال الجامعة فى مواجهة سيطرة الأمن، ولا استطاع الارتقاء بالبحث العلمى داخل الجامعة، وفضلاً عن ذلك أدخل الأساتذة فى دوامة اللهاث وراء الكادر وزيادة الرواتب، وادخل الطلاب فى دوامة "الترمين" والنقاب والمصاريف المتصاعدة المترتبة على الرسوب فى بعض المواد، الأمر الذى أصبحت معه الجامعات أساتذة وطلاباً بلا روح وبلا طموح، وأصبح منتهى الأمل للأساتذة، هو الإعارة أو الهجرة، ومنتهى الأمل للطلاب، النجاح بأى وسيلة غير مشروعة!
برافوا يا دكتور هلال.. يا رجل المرحلة!