يستحق مشهد حزب الوفد حاليا التأمل، خاصة فيما يتعلق بالشخصيات التى انضمت إليه منذ فوز الدكتور السيد البدوى برئاسة الحزب على رئيسه السابق محمود أباظة، وتنوعت طبيعة الشخصيات التى انضمت بين نواب برلمان، ورجل أعمال مثل رامى لكح، وشاعر مثل أحمد فؤاد نجم، وأستاذة مرموقة فى الدراسات الإسلامية مثل الدكتورة سعاد صالح، وظاهر الأمور يشير إلى أننا سنرى شخصيات أخرى ستنضم إلى الحزب.
قراءة المشهد لها أكثر من وجه، لكن أهمها على الإطلاق أن المنضمين يؤكدون أنهم أقدموا على خطوتهم بعد الانتخابات على رئاسة الحزب، والتى دارت فى ديمقراطية كاملة، وأفرزت نتيجة عكس الموجة السائدة فى الانتخابات العامة فى مجلسى الشعب والشورى، كما أن هذه الانتخابات أطاحت برئيس محترم للحزب هو محمود أباظة ، وجاءت بشخص محترم آخر هو الدكتور السيد البدوى.
وتؤكد هذه القراءة على أن الديمقراطية الصحيحة بمقدورها أن تجذب العازفين عن العمل السياسى، وبمقدورها أن تجذب جددا آخرين، وحتى يبقى حزب الوفد على حيويته التى تشق طريقها الآن، والتى ستحقق حال استمرارها التوسع فى عضوية الحزب القاعدية، وهى العضوية التى تحقق الزخم الشعبى لأى حزب، أقول حتى يبقى الحزب على هذه الحال عليه الإقدام على خطوة تجديد برنامجه السياسى، حتى يكون هذا البرنامج غطاء أمينا لغالبية الشعب المصرى الفقيرة، ويدخل فى هذا الأمر قضايا هامة مثل الموقف من الخصخصة، فى ضوء النتائج التى أفرزتها على الأرض منذ أن بدأت فى مطلع تسعينات القرن الماضى.
على الوفد أن ينظر إلى ثورة يوليو عام 1952 نظرة مغايرة، فبعد سنوات من الخصام معها والتعامل مع إنجازاتها كما لو كانت غير موجودة، يجب أن يكون هناك شجاعة وفدية فى تغيير هذه النظرة وفقا لتقييم موضوعى لا يقوم على مبدأ الثأر التاريخى، ورحم الله الموسيقار العظيم الخالد كمال الطويل الذى كان عضوا فى حزب الوفد، وقال لى بالنص فى حوار طويل :" الشباب الصغير فى حزب الوفد لما كان يهاجم عبد الناصر أمامى، كنت أقول لهم يا أولاد انتم صغيرين متصدقوش كلام الكبار اللى عبد الناصر كشف أخطاءهم، عبد الناصر عمل اللى الوفد كان بينادى به، والناس كانت زهقت من كتر الكلام".