شن الشيخ عائض القرنى حربا شعواء على الشيعة، وعنده حق، هو قال إن المذهب الاثنى عشرى خارج عن الدين، وإن معظم مذاهب الشيعة كذلك أيضا، وقال إن كثيرا من الشيعة "لا مسلمين، ولا يحزنون.. والكلام صحيح".
القرنى أحد أكبر أئمة السلفية، هجومه على الشيعة معتاد، المعتاد أيضا "تقطيع" الشيعة فى السلفية مدة تزيد على الـ300 سنة، مع أن الاثنين بيوتهم من زجاج.
الشيعة والسلفية سبب الاضطراب، فالاثنان عطلوا الدين، والاثنان حولوا الإسلام عن مساره، كل على طريقته.
الشيعة يطعنون فى السلفية باسم الله، والسلفية يغتابون الشيعة ابتغاء مرضاة الله، مع أنه سبحانه لا يرضى عن الذين يغالون فى الدين، أو يغلون فيه.
للقرنى أكثر من ملاحظة، قال إن للشيعة أكثر من 12 مصدرا للتشريع ما أنزل الله بها من سلطان، وعنده حق مرة أخرى، فالشيعة يعتقدون فى إسلام جديد، ويبشر أئمتهم بتراث فارسى قديم، خلطوه بالإسلام بعد الفتح العربى.
لكن السلفية أيضا ليسوا ملائكة، فالذين أرادوا أن يعودوا بالدين إلى عصر الصحابة والسلف الصالح، اعتمدوا على التقليد بلا يقين أحيانا، وروجوا للأدلة الضعيفة أحيانا أخرى اعتمادا على أنه لا يمكن لأحد التواطؤ بالكذب فى المنقول عن النبى (ص) ولو من باب الخطأ، لكن هذا لم يكن صحيحا.
ففى عهد الصحابة سُيِّست العقيدة، وبعد وفاته (ص) تمت "أدلجة الدين" وتحزيب أقوال الرسول.
العباسيون مثلا اخترعوا حديث "الأئمة من قريش" للسطو على الخلافة من الأمويين، ولما رد الأمويون بأن بنى أمية أقرباء للنبى (ص) أيضا، قال العباسيون إنهم عصباته، وأبناء عمومته، وهم الأولى بالخلافة.
"الأئمة من قريش" كان مسئولا عن مجازر بين الأمويين والعباسيين، وهو الحديث الذى يراه البعض سببا من أسباب تحول الفرس إلى التشيع واختراع "إسلام موازى".
فى تقرير على مكتب وزير الأوقاف د. حمدى زقزوق أن السلفية فى مصر سبب الفتنة الطائفية، فهم مازالوا يطلقون على الأقباط "أهل ذمة"، وبعضهم مازال يتجادل فى مقدار "الجزية".. وجواز رد السلام على القبطى.
والتيار السلفى فى البلدان الإسلامية هو المسئول عن الأفكار التى سموها "جهاد" وقتلوا بها الأبرياء من المسلمين وغيرهم حول العالم تقربا إلى الله.
غلو الشيعة فى الدين، هو الذى حرض "السلفية" على الظهور حفاظا على الدين، لكن النتيجة لم تكن فى صالح الدين، فقد حارب السلفيون مغالاة الشيعة فى الفلسفة، بالانقلاب على العقل، والاستسلام الكامل للنقل، حتى صار المنقول عقبة أمام المعقول.
وكانت كارثة أيضا!!
مساعد رئيس تحرير جريدة روزاليوسف*
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة